موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 المؤمنون نَصَحَة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

المؤمنون نَصَحَة Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

المؤمنون نَصَحَة Empty
مُساهمةموضوع: المؤمنون نَصَحَة   المؤمنون نَصَحَة Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 9:10

المؤمنون نَصَحَة

الخطبة الأولى:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ورحم الله عبداً اهتدى بهداه أما بعد:

ما أجمل خلق الله! يكمل بعضه بعضاً، ويصلح بعضه بعضاً، هذا يقوم تلك الشجرة، وهذا ينقد تلك السبيكة، ومن هذا المخلوقِ شبعُ ذلك الجائع، وذلك فيه أمان هذا الخائف، وهذا لهذا، كل مسخر للآخر، وهذا متمم لنقص الآخر:

الناس للناس من بدوٍ ومن حضر *** بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ

فتبارك الله القائل: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}[الزخرف: 32]، هذا في أمور معايشهم وأرزاقهم، ولعمري إن ما يقوِّم معيشتهم وحياتهم أجدر وأولى بالتكامل والالتفاف حول البعض، ليس لسدِّ رمقٍ، ولا لغوثة ملهوف، إنما لإنقاذ غريق في وحل الذنب، وتصعيد مرتقٍ إلى عالي الرتب، ونصرته ظالماً كان أو مظلوماً فهو في هذه الحال أحوج إلى أخيه من الطعام والشراب.

حقق النبي صلى الله عليه وسلم هذا المفهوم بقوله وهو الصادق المصدوق: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ))1، وبهذه الألفاظ الجامعة نجده صلى الله عليه وسلم يوحد أمته على مبدأ واحد، ومن حاد عنه ولو عقدة مغزل نُبِّه وذُكِّر وأُخذ بيده ليعود إلى ما عليه عامة المسلمين، ليكون جميعاً أمة وسطاً.

لم يترك النبي الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم منفذاً للقيل والقال، وتنقل الأقوال في من هفا أو زلت به قدمه، بل حث على المبادرة في نصحه وكأنه يريد أن يجعل المسلمَينِ في تكميل بعضهما البعض كاليدين تغسل إحداهما الأخرى دون استغناء.

وانظروا كيف جعل النصيحة ديناً؛ ليحث عليها، ويدفع إليها كل منتسب للإسلام، ولم يقصرها على جانب دون آخر، فما إن سألوه عن مجالاتها حتى بين ذلك شاملاً كاملاً.

قال العلماء: أما النصيحة لله تعالى فمعناها منصرف إلى الإيمان به، ونفي الشريك عنه، وترك الإلحاد في صفاته ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنزيهه سبحانه وتعالى من جميع النقائص، والقيام بطاعته، واجتناب معصيته، والحب فيه، والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، وجهاد من كفر به، والاعتراف بنعمته، وشكره عليها، والإخلاص في جميع الأمور، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة، والحث عليها، والتلطف في جمع الناس، أو من أمكن منهم عليها.

واعلموا عباد الله، أن حقيقة هذه الإضافة في قولنا: النصيحة لله راجعة إلى العبد في نصحه نفسه، فالله تعالى غني عن نصح الناصح.

وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى فالإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته، وتحسينها والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة، والذبُّ عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاعنين، والتصديق بما فيه، والوقوف مع أحكامه، وتفهم علومه وأمثاله، والاعتبار بمواعظه، والتفكر في عجائبه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه، والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه، ونشر علومه، والدعاء إليه.



وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حياً وميتاً، ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه، وإعظام حقه، وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته، ونشر شريعته، ونفي التهمة عنها، واستثارة علومها، والتفقه في معانيها، والدعاء إليها، والتلطف في تعلمها وتعليمها، وإعظامها، وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته، أو تعرض لأحد من أصحابه، ونحو ذلك.

وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وترك الخروج عليهم، وتأليف قلوب الناس لطاعتهم...

وأما نصيحة عامة المسلمين فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وكفُّ الأذى عنهم فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم، ويعينهم عليه بالقول والفعل، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذبُّ عن أموالهم وأعراضهم، وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل، وحثهم على التخلق بجميع ما ذكر من أنواع النصيحة، وتنشيط همهم إلى الطاعات. وقد كان في السلف رضي الله عنهم من تبلغ به النصيحة إلى الإضرار بدنياه2.

أيها المسلمون الكرام، دعونا نسلط الضوء أكثر على النصيحة لعامة الناس.

إن النصيحة المتبادلة بين المسلمين ظاهرة خلقية كريمة تعبر عن صدق الأخوة بينهم، وتعبر عن أمانة الرجل وصدقه فيما يخبر به أخاه مما يعلم من وجوه الخير، لا سيما إذا استشاره واستنصحه فإنها تكون واجبة؛ لأنها حق من حقوق المسلم على أخيه كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ))، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ))3.

ويكون واجباً عليك أن تنصح إن طلب منك النصيحة، فعليك أن تنصحه، ولا تداهنه، ولا تغشه، ولا تمسك عن بيان النصيحة4.

عباد الله، إن من شأن هذا الخلق الكريم أن يعقد المودات بين الناس، أو يزيد في توثيقها، بشرط أن تكون نصيحة صادقة ليس الغرض منها الفضيحة أو الشتيمة أو التعيير أو التنقيص، إلا عند النفوس المستكبرة العاتية، على أنها سترضى بعد حين متى شعرت بصدق الناصح وإخلاصه في النصيحة5.

لقد كان السلف من أعظم من طبق هذا الخلق العظيم وجعله عنواناً مرسوماً على جبينه، وأنه ناصح أمين لا يريد إلا الخير، على رأس هؤلاء سيد الناصحين، وإمام المخلصين رسول الله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والمرسلين وكذا صحابته الكرام، والأئمة الأعلام من بعده ولنأخذ من ذلك نزراً من معالم نصحهم الذي بذلوه:

هذا خليل الله عليه السلام، ينصح أباه وقومه {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا}[مريم: 43]، وشهد له القرآن حيث قال: {قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}[الأنبياء: 56].

وهود عليه السلام لما نصح قومه أبوا عليه، و{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ}[الأعراف: 66-68]، ولم يقبلوا منه نصحه مع بذله كل ما بوسعه في إيصال نصيحته لهم، وكل الأنبياء عليهم السلام نصحوا وبلغوا، حتى جاء خاتمهم صلى الله عليه وسلم فقال: ((أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟)) قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: ((اللَّهُمَّ اشْهَدْ))6.

وكل من قدم أمراً بمعروف أو نهياً عن منكرٍ فقد نصح، والتاريخ مليء وحافل بمثل هذه الملامح الطيبة، والتي إن دلت فإنما تدل على لحمة الإسلام، ورابطته الوثيقة عراها.

نسأل الله أن يصلح حالنا وأن يوفقنا للعمل بما جاء في شريعته من النصح لعموم المسلمين، إنه على كل شيء قدير، ونستغفر الله العظيم ونتوب إليه.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الواحد الأحد، والصلاة والسلام على النبي الأمجد، سيدنا ونبينا العظيم أحمد، وعلى آله وصحبه ومن لله ركع وسجد.. أما بعد:

أيها المؤمنون، قد تقرر لدينا -والحمد لله- مفهوم النصيحة، ومكانتها من تعاليم الإسلام، وبقيت لفتة لطيفة، يتحتم التعريج عليها، لماذا ننصح، وكيف ننصح؟.

أما لماذا ننصح فالجواب عنه بأمور:

- اتباع أمر الشرع الحكيم، ونيل الأجر العظيم على ذلك، واقتفاء أثر المرسلين.

- استحقاق نصرة الله تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحـج: 40-41].

- إبراء الذمة، والإعذار أمام الله، قال تعالى: {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[الأعراف: 164]. أي لنعذر فيهم.

- الأمان من لعنة الله وغضبه، لأن ترك النصح سبب لغضب الله ولعنته، كما ذكر عن بني إسرائيل: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}[المائدة: 78-79].

- تقويم المجتمع، لما في بذل النصيحة من استقامة الأحوال، وتقويم النفوس.

- درء الفساد، وتقليل الشر.

- الأمان من عذاب الله وعقابه؛ لأن ترك النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب في جلبه، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ))7، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُهُ لَمْ يُغَيِّرُوهُ إِلَّا عَمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ))8.

إلى غير ذلك من الأسباب والدواعي التي تستوجب النصح، ولعلنا نتطلع لمعرفة كيف ننصح، والأمر في ذلك يسير فكلٌ يعرف كيف ينصح، ولكن لمزيد من التذكير، فهناك أمور حريٌّ بالناصح أن يراها بعين الاعتبار، والتي أهمها:

- الإخلاص لله في ذلك وليكون في النية الحصول على نتيجة القبول للنصيحة والتغيير بعيداً عن الشهرة وخصوصيات النفس، والحسابات الشخصية.

- تجنب الكلام في وقت النصيحة أو مكانها، فمثلاً لو أن أحدنا نصح فلاناً بالأمس، فلا يليق أن يردد ذلك بعد وقت النصيحة، وكذا بعد الخروج من مكان النصيحة، وإلا فهذا يؤدي إلى الغيبة والنميمة، وأكل لحوم الناس بالباطل، فنعوذ بالله ممن شرهه في الباطل.

- اختيار الوقت المناسب الملائم لطبع المنصوح، فلا يناسب النصح في ساعة غضب أو نحوه.

- الانفراد بالنصيحة فلا ينصح أمام ملأ ولا أمام من يستحي أمامهم ويتحرج فهذا سيؤدي به إلى التبرير والمدافعة وعدم التقبل، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: "من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه"9، وقال الشاعر:

تعمدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه

فإن خالفتني وعصيت قولي *** فلا تجزع إذا لم تلق طاعة

- النصيحة بالقول اللين والكلام الحسن، وانظر إلى الخلق الرباني كيف يعلم اللهُ الكليمَ موسى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}[طـه: 44]، وقد قال بعض السلف لبعض إخوانه: "لا تنصحني حتى تقول في وجهي ما أكره"10.

- ليس بالضرورة التقبل، وعند عدم التقبل لا يعني هذا فتح باب الكلام في المنصوح على مصراعيه أيًّا كان، بحجة أنه لم يتقبل، وهذا من أعظم الإثم في هذا الباب لأنه يجر إلى معاصٍ كثيرة، كقول أحدهم إذا قلت له: اتق الله ولا تتكلم في فلان انصح أو اسكت. إذا به يقول لك: لقد نصحته ولكن أبى. سبحان الله وهل عدم قبوله منك ذريعة للنيل منه، والوقوع في عرضه!، أو مخرج لك من وعيد الله؟!.

- الاستمرار في النصيحة، كما كان الأنبياء يستمرون في الدعوة، فالمرة الواحدة لا تكفي، ولا تعذر أمام الله.

أسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق، ويجنبنا مساوئ الأخلاق، وأن يبصرنا عيوبنا إنه على كل شيء قدير.

1 صحيح مسلم: (82) من حديث تميم الداري رضي الله عنه .

2 شرح صحيح مسلم للنووي: (1/144).

3 صحيح مسلم: (4023).

4 شرح النووي على مسلم: (7/295).

5 الأخلاق الإسلامية للميداني: (2/218).

6 صحيح البخاري: (1625).

7 سنن الترمذي: (2095)وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم: (7070).

8 مسند أحمد: (18433) وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: (5749).

9 شرح النووي على مسلم (1/131).

10 كتاب الفرق بين النصيحة والتعيير (1/ 11).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المؤمنون نَصَحَة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة المؤمنون
» سورة المؤمنون
» سورة المؤمنون
» سورة المؤمنون
» سـورة المؤمنون



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: