موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 أجيبوا داعي الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

أجيبوا داعي الله Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

أجيبوا داعي الله Empty
مُساهمةموضوع: أجيبوا داعي الله   أجيبوا داعي الله Emptyالسبت 31 مايو 2014 - 22:25

أجيبوا داعي الله

المقدمة:

الحمد لله الكريم الوهَّاب، الرحيم التَّواب، غافر الذنب, وقابل التوب, شديد العقاب، يحبُّ التوَّابين والمتطهِّرين، ويغفرُ للمُنيبين والمستغفرين، ويقيلُ عثرات العاثرين، ويقبلُ اعتذارَ المعتذرين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله ولي الصَّالحين، وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ، وصفيُّهُ من خلقِهِ وخليلُهُ، خاتمُ الأنبياء، وسيِّدُ الأصفياءِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ الأتقياء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}آل عمران:102{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}الأحقاف:31.

وبعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ وخيرُ الهدي هديُ محمَّدٍ-صلى الله عليه وسلم-,وشر الأمورِ محدثاتُها, وكل محدثةٍ بدعةٌ, وكل بدعةٍ ضلالةٌ, وكل ضلالةٍ في النَّار.

أمَّا بعدُ:

فإنَّ الله-سبحانه وتعالى-أرسلَ الرُّسلَ, وأنزلَ عليهم الكتبَ، وأيَّدهم بالمعجزاتِ، كل ذلك من أجلِ أنْ يكونَ النَّاسُ على بينة من دينهم،{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}النساء: من الآية 165, فيستجيبوا لله ولرسوله، فيفوزون بالجنَّةِ، ولكن حكمة الله-سبحانه وتعالى-قضت أن يكون فريقان؛فريق في الجنة,وفريق في السَّعير،فريق مطيع،وفريق عاص،فريق اهتدى،وفريق ضلَّ،ومع هذا فالله-سبحانه وتعالى-قد بيَّن طريقَ الخيرِ وطريقَ الشَّرِّ على أيدي رسوله وأنبيائه، وجعل الإنسان مخيراً بين أن يسلكَ طريقَ الخيرِ، أو أنْ يسلكَ طريقَ الشَّرِّ.

أيها المسلمون: إنَّ كثيراً من الناس اليوم أعرض عن دين الله، وابتعد عنه، واتبع شهواته، وإن الكثير منهم لم يدخلوا في دين الله،ولم يستجيبوا لدينه, ونبيه, وشرعه، بل كفروا به، وكذبوه، ولم يؤمنوا به وهؤلاء هم أهل الكفر والنفاق.

أما عصاة المسلمين الذين أسرفوا على أنفسهم فما أحوجهم إلى أن يتنبهوا من غفلتهم فيجيبوا داعي الله، فيستجيبوا لله ولرسوله، أليس الله ورسوله قد حرَّما الزنا، وهناك من أبناء الإسلام مَن يزني، أليس الله ورسوله قد حرَّما الربا، وهناك من أبناء المسلمين من يتعامل بالربا، أليس الله ورسوله حرَّما الغش, والخداع, وهناك من أبناء المسلمين من يعمل كل هذا، أليس الله-تعالى- حرَّم الحكم بغير شريعته ومنهجه, فوجد من أبناء المسلمين من يتحاكم إلى غير شرع الله، أليس هؤلاء ابتعدوا عن شرع الله، أيكون هؤلاء مطيعين لله، مستجيبين لأمره, وهم على هذا الحال؟.

عباد الله: إن الله-سبحانه وتعالى-يقول في كتابه الكريم حاكياً عن الجن-:{قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}الأحقاف:30-31.قال ابن كثير-رحمه الله-: "فيه دلالةٌ على أنه-تعالى-أرسلَ محمَّداً-صلى الله عليه وسلم-إلى الثَّقلينِ الجنِّ والإنس، حيث دعاهم إلى اللهِ-تعالى-1. فقد اعتبروا نزولَ هذا الكتابِ إلى الأرضِ دعوةَ اللهِ لكل من بلغته من إنس وجن، واعتبروا محمَّداً-صلى الله عليه وسلم-داعياً لهم إلى الله بمجرد تلاوته لهذا القرآنِ واستماع الثَّقلين له: فنادوا قومهم: "يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به".

ثم إن الله-سبحانه وتعالى-يُنادي المؤمنين بأنْ يستجيبوا لأمره وأمر رسوله،وينتهوا عن نهيه ونهي رسوله,فيقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}الأنفال:24. يأمر الله-تعالى- عباده المؤمنين، بما يقتضيه الإيمان منهم،وهو: الاستجابة لله ورسوله، أي: الانقياد لما أمر به، والمبادرة إلى ذلك، والدعوة إليه، والاجتناب لما نهيا عنه، والانكفاف عنه، والنهي عنه"2.

ولهذا فقد وضَّحَ-سبحانه وتعالى-الصِّراطَ المستقيم، وبيَّن رسولُهُ الطَّريقَ المؤدية إليه,فقال-صلى الله عليه وسلم-كما جاء من حديث النَّوَّاس بن سمعان-رضي الله عنه-,عن رسولِ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-قال: "إنَّ الله ضرب مثلاً صراطاً مُستقيماً, على كتفي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة, وعلى الصراط داع يدعو يقول: "يا أيها الناس اسلكوا الصراط جميعاً ولا تعوجوا,وداعٍ يدعُو على الصراط فإذا أراد أحدكم فتح شيء من تلك الأبواب,قال: "ويلكَ لا تفتحْهُ فإنك إنْ تفتحه تلجه" فالصراط الإسلام, والستور حدود الله,والأبواب المفتحة محارم الله,والداعي الذي على رأس الصراط كتاب الله,والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم"3. ففي هذا المثل الذي ضربه النَّبيُّ-صلى الله عليه وسلم-أنَّ الإسلام هو الصراط المستقيم الذي أمر اللهُ بالاستقامةِ عليهِ-والاستجابة له، ونهى عن مجاوزة حدوده، ومن ارتكب شيئاً من المحرمات فقد تعدى حدوده"4.

فالاستجابة لله ولرسوله: هي امتثال أمره من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وغيرها من الأعمال التي أمر الله بها، والاستجابة هي: اجتناب نهيه أيضاً، فلا تعصيه فتشرب الخمر، وتتعامل بالربا، وتأكل أموال الناس بالباطل، وتتحاكم إلى غير شريعته، وغيرها من الأعمال التي نهى الله ورسوله عنها.

أيها المسلمون: يا من قصر في طاعة الله!، ويا من سار في معصية الله!، ويا من عصى أوامر الله ورسوله!، إن الله-سبحانه وتعالى-يدعوك للاستجابة لأمره وأمر رسوله، فيناديك بأحسن الأسماء وأرفعها منزلة، إنها منزلة الإيمان، فيقول-سبحانه-:"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول"، وهذا الخطاب هو لأصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-إلا أنه عام لكل مؤمن ومؤمنة، ولكل مسلم ومسلمة.

ثم اعلم عبد الله: أن الله-سبحانه وتعالى-لما أمرنا بالاستجابة لأمره وأمر رسوله، إنما ذلك رحمة بنا، لكي لا نهلك بالذنوب والمعاصي التي نقترفها ليلاً ونهاراً، فالثمار التي يجنيها العبد من وراء استجابته لأمر الله وأمر رسوله عظيمة وجليلة، لا يمكن للإنسان أن يستغني عنها, بل إنها هي الحياة الحقيقية، إذ كيف يتصور للإنسان أن يعيش حياة هو فيها غير مستجيب لله ولرسوله، لك أن تتخيل هذه الحياة، إنها حياة بهيمية، أما حياة المستجيب فإن لها ثماراً عديدة ومُتنوِّعة,فمن هذه الثمار والفوائد ما ذكره ابنُ القيِّم-رحمه الله-في تفسيرِهِ القيِّم، عند قوله-تعالى-:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}الأنفال:24. قال: تضمنت هذه الآية أموراً:

أحدها: أن الحياة النافعة إنما تحصل باستجابة لله ولرسوله,فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له... فالحياة الحقيقة الطيبة هي حياة من استجاب لله ولرسوله ظاهراً وباطناً,فهؤلاء هم الأحياء،وإنْ ماتُوا. وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان، ولهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول-صلى الله عليه وسلم-,فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة,فمن فاته جزءٌ منه فاته جزءٌ من الحياة، وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.

قال مجاهد" لما يحييكم"أي: للحق. وقال قتادة: هو هذا القرآن، فيه الحياة, والثقة, والنجاة, والعصمة في الدنيا والآخرة. وقال السدي: هو الإسلام، أحياهم به بعد موتهم بالكفر,وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة,وهي القيام بما جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً.

فالإيمان, والإسلام, والقرآن, والجهاد, يحي القلوب الحياة الطيبة،وكمال الحياة في الجنة،والرسول داع إلى الإيمان وإلى الجنة,وهو داعٍ إلى الحياة في الدنيا والآخرة"5.

فاتقوا الله عباد الله: واستجيبوا لأمر الله وأمر رسوله، فإن فيهما فلاح العبد وفوزه في الدنيا والآخرة، وإن بالإعراض عنهما ومخالفة أمرهما خسارة الدنيا والآخرة. والله أعلم.



الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين،ولا عدوان إلا على الظالمين،والعاقبة للمتقين،والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمَّا بعدُ:

فإن من فوائد وثمار الاستجابة لله ولرسوله-صلى الله عليه وسلم-: أن الاستجابة لله ولرسوله إنما تكون على عقيدة صحيحة وسليمة, وبهذه العقيدة تحيى القلوب, والعقول، وتطلقها من قيود الجهل والخرافة، ومن ضغط الوهم والأسطورة، ومن العبودية لغير الله.

ثم إن الاستجابة هي أن يلتزم المسلم شريعة الله وحده, ويعلن التحرر من قوانين المخلوقين، فيقف المسلمون صفاً واحداً، لا يتحكم فيهم فرد، ولا طبقة، ولا جنس، ولا قوم، ولكن تحكمهم شريعة الله رب العباد.

قال البخاري:"استجيبوا" أجيبوا "لما يحييكم" أي لما يصلحكم. عن أبي سعد المعلى-رضي الله عنه-قال كنت أصلي فمر بي النبي-صلى الله عليه وسلم–فدعاني فلم آتيه حتى صليت، ثم أتيته، فقال: "ما منعك أن تأتيني؟ ألم يقل الله: "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم", ثم قال لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج" فذهب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ليخرج فذكرت له"6.

أيها المسلمون: إن قوله- تعالى-:"لما يحييكم", وصف ملازم، لكل ما دعا الله ورسوله إليه، وبيان لفائدته وحكمته،فإن حياة القلب، والروح،بعبودية الله-تعالى-،ولزوم طاعته،وطاعة رسوله،على الدوام، ثم حذر من عدم الاستجابة لله وللرسول فقال: "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه" فإياكم أن تردوا أمر الله أول ما يأتيكم، فيحال بينكم وبينه، إذا أردتموه بعد ذلك، وتختلف قلوبكم فإن الله يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث شاء ويصرفها، أنى شاء. فليكثر العبد قول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب،اصرف قلبي إلى طاعتك"7.

ثم اعلموا عباد الله: أن من فوائد وثمار الاستجابة لله-سبحانه وتعالى-ولرسوله-صلى الله عليه وسلم-هي مغفرة الذنوب,قال-تعالى-على لسان الجنِّ: {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}الأحقاف: من الآية31. أجيبوا داعي الله، أي: أجيبوا رسولَ اللهِ محمَّداً إلى ما يدعوكم إليه من طاعة الله,وآمنوا به يقول: وصدقوه فيما جاءكم به وقومه من أمر الله ونهيه, وغير ذلك مما دعاكم إلى التصديق به, يغفر لكم,يقول: يسترها لكم ولا يفضحكم بها في الآخرة بعقوبته إياكم عليها. ثم هي الحياة الحقيقية في الجنة فالجنة هي دار الحيوان، هي الدار التي تفيض بالحياة الحقيقية والحيوية، وفيها يتحدد مصير الإنسان الأبدي، بعد أن ينتقل من هذه الحياة الدنيا، فالدار الآخرة هي المتاع الذي ينبغي أن يحرص عليه المرء ولا يرضى به بديلاً، ولا يبغي عنه حولاً، ولذلك ينبغي الاستعداد والتأهُّب لتلك النهاية التي يصير إليها المرء، وعندئذ تنفتح أمامه آفاق سامية، وآماد بعيدة, ويرتفع إلى مستوى لائق بكرامته وإيمانه:{ ومَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ لَهْوٌ ولَعِبٌ وإنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} العنكبوت : 64 .

ثم يقول-سبحانه-:"ويجركم من عذاب أليم" أي ينقذكم من عذاب موجع إذا أنتم تبتم من ذنوبكم وأنبتم من كفركم إلى الإيمان بالله"8. فالذين يرفضون الاستجابة لله والرسول فإنهم يرفضون الحياة الكريمة اللائقة بالإنسان، فليس لهم إلا الذل ومصيرهم الهلاك، ومآلهم الدمار والبوار: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وبِئْسَ القَرَارُ} إبراهيم : 28-29 . فما أعظم خسارة أولئك الذين آثروا الدنيا الفانية على الآخرة الباقية الدائمة! وما أعظم ضلال أولئك الذين حصروا الوجود فيما تقع عليه حواسُّهم قريباً في الدنيا، ويحسبون أن وجودهم محصور فيها فلا يعملون لغيرها:

خُـلِق النّـاسُ للبقاءِ فضلِّت * أمّةٌ يحسبونهم للنَّفاد

إنما يُنقلون من دار أعما * ٍل إلى دار شقوة أو رشاد !

عباد الله: يقول الإمام ابن القيم: رحمه الله-: " فإن الإيمان, والإسلام, والقرآن, والجهاد تحيي القلوب الحياة الطيبة. وكمال الحياة في الجنة, والرسول داعٍ إلى الإيمان وإلى الجنة، فهو داعٍ إلى الحياة في الدنيا والآخرة9, فهل تستجيب لهذه الدعوة الكريمة التي وجَّهها إليك رب العزة، جل جلاله؛ لتظفر بهذه الحياة الكريمة، فتكون مَعْلَماً من معالم الطريق، وتكون مؤمناً بالله ورسوله، ولن يكون مؤمناً ذاك الذي يُعرض عن دعوة الله، ولا يستجيب لها، فإن الاستجابة لله وللرسول-صلى الله عليه وسلم-، هي المحكُّ الحقيقي والمظهر العملي للإيمان,قال الله-تعالى-: {إنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ ورَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وأَطَعْنَا وأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} آل عمران : 169 .والمؤمن يستجيبُ لنداءِ الإيمانِ من فورِهِ:{رَبَّنَا إنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ*رَبَّنَا وآتِنَا مَا وعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ ولا تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ إنَّكَ لا تُخْلِفُ

المِيعَادَ } آل عمران : 192 - 193 .قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إذا سمعت الله-تعالى-يقول: "يا أيها الذين آمنوا! فأرْعِها سمعك، فإنه إما خيرٌ تؤمر به، وإما شرٌ تنهى عنه" .

اللهم اجعلنا من المستجيبين لأمرك وأمر رسولك.

اللهم وفقنا لطاعتك والعمل على مرضاتك، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين،،،

1 - تفسير ابن كثير(4-171).

2 - راجع: تفسير السعدي(2/196).

3 - رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني.

4 - جامع العلوم والحكم(1-26).

5 - تفسير ابن القيم ص(288-289).

6 - البخاري.

7 - تفسير السعدي(2/196-197).

8 - راجع: تفسير الطبري (26-34).

9 - الفوائد لابن القيم : ص 116 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أجيبوا داعي الله
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أجيبوا داعي الله
» لا داعي للأب في الرؤية الشرعية
» المرأة المقصودة في حديث (.استقبله داعي امرأة..)
»  عند الشيعة مكتوب على باب الجنة بالذهب "علي ولي الله فاطمة أمة الله الحسن والحسين صفوة الله على مبغضيهم لعنة الله" ..
»  عند الشيعة الله عزوجل آخى بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وأن الملائكة تتقرب إلى الله بمحببة علي رضي الله عنه ..



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: