موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 كن عابداً

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

كن عابداً Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

كن عابداً Empty
مُساهمةموضوع: كن عابداً   كن عابداً Emptyالسبت 31 مايو 2014 - 22:24

كن عابداً

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبده, وابن عبده, وابن أمته, ومن لا غنى له طرفة عين عن رحمته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إمام المتقين، وقدوة العابدين, وسيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران:102{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء:1، وبعد فإن أصدق الحديث كتاب وخير الهدي هدي محمد عبده ورسوله، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

عباد الله: إن أهم واجب على المكلف, وأعظم فريضة عليه، أن يعبد ربه سبحانه رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم, وقد أخبرنا سبحانه في غير ما موضع من كتابه أنه خلق الثقلين لعبادته، فقال-عز وجل-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} وهذه العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها هي: توحيده بأنواع العبادة من الصلاة, والصوم, والزكاة, والحج, والسجود, والطواف, والذبح, والنذر, والخوف, والرجاء, والاستغاثة, والاستعانة والاستعاذة، وسائر أنواع الدعاء، ويدخل في ذلك طاعته سبحانه في جميع أوامره وترك نواهيه على ما دل عليه كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وقد أمر الله سبحانه جميع الثقلين بهذه العبادة التي خلقوا لها، وأرسل الرسل جميعا، وأنزل الكتب لبيان هذه العبادة وتفصيلها والدعوة إليها، والأمر بإخلاصها لله وحده، كما قال-تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البقرة 21 . وقال-عز وجل-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} الإسراء 23. ومعنى قضى ربك في هذه الآية أمر وأوصى، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}البينة 5.

وقال-عز وجل-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الحشر7، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} النساء 59.

وقال-عز وجل-: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ...} الآية النساء 80، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ...} الآية النحل 36، فالعبادة علة وجودنا, وسر سعادتنا في الدنيا, وثمن جنة ربنا في الآخرة.

أيها المسلمون: إن جميع الرسل-عليهم الصلاة والسلام-من أولهم إلى آخرهم دعوا إلى عبادة الله-تعالى-وحده لا شريك له : اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ الأعراف : 59، كما أن الله-عز وجل - قد جعل العبودية وصفاً لأكمل خلقه وأقربهم إليه وهم الأنبياء والملائكة فقال –سبحانه- :{ أَنْ يَسْتَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلَّهِ وَلا المَلائِكَةُ المُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَيْهِ جَمِيعاً } النساء : 172.

ووصف الله-تعالى-أكرم خلقه عليه وأعلاهم عنده منزلة-بالعبودية في أشرف مقاماته، فقال-تعالى : { تَبَارَكَ الَذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } الفرقان : 1، وقال -سبحانه : { سُبْحَانَ الَذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلَى المَسْجِدِ الأَقْصَا الَذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الإسراء : 1.

وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- إحسان العبودية أعلى مراتب الدين، وهو الإحسان، فقال في حديث جبريل وقد سأله عن الإحسان : "أن تعبد الله كأنك تراه ؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك"1. فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله-تعالى -، إذ أكرم ما يكون العبد عند الله-تعالى-عندما يكون أعظم عبادة وخضوعاً لله- عز وجل.

فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة2. والعبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له ، كان أقرب إليه ، وأعزّ له، وأعظم لقدره، فأسعد الخلق : أعظمهم عبودية لله، وأما المخلوق فكما قيل : احتجْ إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره . فأعظم ما يكون العبد قدراً وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه ، فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم ، كنت أعظم ما يكون عندهم ، ومتى احتجت إليهم - ولو في شربة ماء - نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم ، وهذا من حكمة الله ورحمته ، ليكون الدين كله لله ولا يُشرَك به شيء3.

وكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله-تعالى-، وكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله وعلت درجته4.

فحاجة الإنسان إلى عبادة الله -تعالى – ضرورية، وفوق كل حاجة ضرورية، يقول ابن القيم – في هذا الصدد: "اعلم أن حاجة العبد إلى أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً في محبته، ولا في خوفه، ولا في رجائه، ولا في التوكل عليه، ولا في العمل له، ولا في الحلف به، ولا في النذر له، ولا في الخضوع له، ولا في التذلل والتعظيم ، والسجود والتقرب، أعظم من حاجة الجسد إلى روحه، والعين إلى نورها، بل ليس لهذه الحاجة نظير تقاس به ؛ فإن حقيقة القلب روحه وقلبه ، ولا صلاح لها إلا بإلهها الذي لا إله إلا هو، فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره.. ولا صلاح لها إلا بمحبتها وعبوديتها له ، ورضاه وإكرامه لها"5. فحقيقة العبد قلبه وروحه ، ولا صلاح لها إلا بإلهها، الله الذي لا إله إلا هو, فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره ، وهي كادحة إليه كدحاً فملاقيته، ولا بد لها من لقائه ، ولا صلاح لها إلا بلقائه فلو حصل للعبد لذّات أو سرور بغير الله فلا يدوم ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع ، ومن شخص إلى شخص ، وتارة أخرى يكون ذلك الذي يتنعم به ويلتذ به غير منعم له ولا ملتذ به ، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنه، ويضره ذلك6.

فالعبادة غاية الخضوع لأمر الله، وغاية محبته فمن أطاعه، ولم يحبه لا يكون عابداً له، ومن أحبه، ولم يخضع له لا يكون عابداً له.

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لعمري في المقــال شنيعُ

لو كان حبك صادقاً لأطعتـه إن المحب لمـن يحب مطيـعُ

فالغاية العظمى، والهدف النبيل من هذه العبادة هي غذاء النفس ، فكما أن الجسم غذاؤه الطعام والشراب فالنفس غذاؤها العبادة، فليس الإنسان هو الغلاف المادي الذي نحسه ونراه ، ولكن حقيقة الإنسان هو ذلك الجوهر النفيس الذي صار به سيد المخلوقات، هذا الجوهر الذي يحيى ويسعد بذكر الله والإقبال عليه، ويهلك ويشقى بالغفلة والبعد عنه.

أيها المسلمون: إن القلب الإنساني دائم الشعور بالحاجة إلى الله، وهو شعور أصيل لا يملأ فراغه شيء في الوجود إلا حسن الصلة برب الوجود، وهذا هو جوهر العبادة . فالعبودية الخالصة لله-جل جلاله-هي عين الحرية، وسبيل السيادة الحقيقية، فهي وحدها تعتق القلب من رق المخلوقين، وتحرره من الذل ، والخضوع لكل ما سوى الله من أنواع الآلة والطواغيت ، التي تستعبد الناس ، وتسترقهم.

عباد الله: إن العبادة حق الله على عباده ، فعن معاذ بن جبل-رضي الله عنه-قال : كنت رديف النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال لي : "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟" قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : "حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً"7 .

فالعبادة هي: التقرب إلى الله تعالى بما شرعه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وهي حق الله على خلقه وفائدتها تعود إليهم، فمن أبى أن يعبد الله فهو مستكبر، ومن عبد الله وعبد معه غيره فهو مشرك، ومن عبد الله وحده بغير ما شرع فهو مبتدع، ومن عبد الله وحده بما شرع فهو المؤمن الموحد. نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.



الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، والهادي إلى صراطه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:

عباد الله: إن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كان أعبد الناس، وأتقاهم, وأخشاهم لربه-سبحانه وتعالى-، وإن لنا القدوة الصالحة والحسنة في اتباعه واقتفاء أثره، والإقتداء به في عبادته، فالعبادة هي روح المسلم, وزاده الذي يحيى به روحه، وتعلوا بها نفسه، فقد كان-عليه الصلاة والسلام- يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وكان يتصدق وينفق في سبيل الله لا يخشى الفقر، وكان يجاهد في سبيل الله فيبلوا بلاءً حسناً، وكان يصوم حتى يقال أنه لا يفطر، وكان يقوم حتى يقال أنه لا ينام، وكان يحسن إلى الناس، فيساعدهم ويقضي حوائجهم، وكان يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وعدم الإشراك به، وإلى الاستعانة به والاستغاثة، والخوف منه، وغيرها من أنواع العبادات والعقائد التي صححها للناس ودعاء إليها، كل ذلك احتساباً وعبادة وإخلاصاً لله-سبحانه وتعالى- فكن عابداً مقتدياً برسول الهدى والنور-صلى الله عليه وسلم.

أما صحابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ومن بعدهم من السلف الصالح فقد فقهوا عن الله أمره، وتدبروا في حقيقة الدنيا، ومصيرها إلى الآخرة، فاستوحشوا من فتنتها، وتجافت جنوبهم عن مضاجعها، وتناءت قلوبهم من مطامعها، وارتفعت، همتهم على السفاسف، فلا تراهم إلا صوَّامين قوامين، باكين والهين، ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة تشي بعلو همتهم في التوبة والاستقامة، وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات، وهاك طرفاً من عباراتهم، وعبادتهم:

فعن فاطمة بنت عبد الملك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-قالت:" ما رأيت أحداً أكثر صلاة ولا صياماً منه، ولا أحداً أشدَّ فَرَقاً من ربه منه، كان يصلي العشاء ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه، ثم ينتبه، فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه، ولقد كان يكون معي في الفراش فيذكر الشيء من أمر الآخرة، فينتفض كما ينتفض العصفور من الماء، ويجلس يبكي، فأطرح عليه اللحاف".

وهذا عامر بن عبد الله قيل له: " كيف صبرك على سهر الليل وظمأ الهواجر؟"، فقال: " هل هو إلا أني صرفتُ طعام النهار إلى الليل، ونومَ الليل إلى النهار؟ وليس في ذلك خطيرُ أميرٍ". وكان إذا جاء الليل قال:" أذهب حَرُّ النار النوم" فما ينام حتى يصبح لله درهم من عُبَّاد.



وعن أحمد بن حرب قال:" يا عجباً لمن يعرف أن الجنة تُزَيَّنُ فوقه، والنار تُسَعَّرُ تحته، كيف ينام بينهما؟".

عباد لليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه

وأسدغاب إذا نادى الجهاد بهم هبوا إليه يستجدون رأياهم

يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيدون لنا مجداً أضعناه.

عباد الله: إنه هؤلاء السلف الصالح كانت حياتهم عبادة, صيام في النهار، وقيام بالليل، وغزو في سبيل الله, وتنافس في أمر الآخرة، قال الحسن البصري-رحمه الله-:" من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره".

فالعبادة دأبهم وديدنهم حتى أن أحدهم كان يرغم نفسه على العبادة فيخوفها بالسوط, فهذا أبو مسلم الخولاني قد علق سوطاً في مسجد بيته يخوف به نفسه، وكان يقول لنفسه:" قومي فو الله لأزحفن بك زحفاً حتى يكون الكلل منكِ لا مني". فهذا هو دأب الصالحين, إذ كانوا مستعدين للموت في أي وقت، وأي لحظة، فهذا منصور بن زاذان: " كان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب، ما كان عنده زيادة في العمل" وذلك لما كان عليه من عبادة للمولى تبارك وتعالى. وكان صفوان بن سليم قد تعقدت ساقاه من طول القيام، وبلغ من الاجتهاد ما لو قيل له:" القيامة غداً" ما وجد متزيداً.. وكان يقول:" اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي". وقال أنس بن عياض: " رأيت صفوان بن سليم، ولو قيل له:" غداً القيامة" ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة".

وهذا وكيع عليه-رحمة الله-: كان عابداً فقد روي عنه أنه لم تفته التكبيرة الأولى" وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج –الشلل-، فقيل له:" قد رُّخِّصَ لك" قال: " إني أسمع " حيَّ على الصلاة" فإن استطعتم أن تأتوها ولو حَبْواً.

أيها المؤمنون:إن حياة المؤمن كلها عبادة،وطاعة لله-تبارك وتعالى-فهذا حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله-عزوجل-فيها إلا وجدناه مطيعاً، إن كان في ساعة صلاة، وجدناه مصلياً، وإن لم تكن ساعة صلاة، وجدناه إما متوضئاً، أو عائداً، أو مشيعاً لجنازة، أو قاعداً في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله-عز وجل-8.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا أخيَّ المجامعُ

عبد الله: كن عابداً لله واقتدي برسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه ومن تبعهم من سلفنا الصالح من علماء ودعاءه ومخلصين، فإن كنت مقتدي فاقتدي بمن قد مات أما الحي فلا تأمن عليه الفتنة.

اللهم اجعلنا لك عابدين لك شاكرين لك ذاكرين لك منيبين يا ربنا يا رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد،

والحمد لله رب العالمين،،،

1 - رواه مسلم.

2 - العبودية ، ص 38 .

3 - مجموع الفتاوى ، 1/39 .

4 - العبودية ، ص 80 .

5 - طريق الهجرتين ، ص 57 .

6 - راجع مجلة البيان، "العبودية لله قواعد ومسائل" د . عبد العزيز آل عبد اللطيف. بتصرف

7 - متفق عليه.

8 - راجع: علو الهمة ص(209-213).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كن عابداً
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: