موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 قوا أنفسكم وأهليكم ناراً

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

قوا أنفسكم وأهليكم ناراً Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

قوا أنفسكم وأهليكم ناراً Empty
مُساهمةموضوع: قوا أنفسكم وأهليكم ناراً   قوا أنفسكم وأهليكم ناراً Emptyالسبت 31 مايو 2014 - 22:22

قوا أنفسكم وأهليكم ناراً

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

أيها المسلمون، إن الله جل وعلا قد أوصى بدعامة من دعائم الإسلام وأسطوان من أساطين هذا الدين، ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والنصيحة المستمرة، والأخذ بيد المسيء ونصر المسلم ظالماً كان أو مظلوماً، وتغيير المنكر باليد واللسان والقلب، والغرض من ذلك والمقصد الشرعي هو إنجاح المهمة النبوية التي جاءت لترسي قواعد الدين في قلوب العباد، ومن هذه القواعد: توحيد الصف وجمع الكلمة ولم الشمل، والتآخي والتآلف والتعارف، وقوة المبدأ، وثبات الإيمان في القلوب ثبات الجبال وأعظم من هذا كله بعد تحقيق العبودية لله تعالى الفوز بالجنة والنجاة من النار.

عباد الله، إن أول من تبدأ به في هذا المضمار نفسك، ثم أهلك وبنوك، وأقاربك، ابدأ بالأقرب فالأقرب، فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6]، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: 214]، وهذا مما يدل على أن الأولى بالدعوة والنصح هم الأقربون وهذا دليل شرعي، ويشهد أيضاً دليل عقلي لا ينكره أحد من الناس، وهو أنه لا يتصور أن يدعو إنسان قوماً إلى أداء الصلاة في وقتها مثلاً وأهله لا يصلون إطلاقاً، سيقول له أحدهم ابدأ بنفسك وانظر إلى ذويك أولاً.

قال مجاهد: {قُوا أَنْفُسَكُمْ} أوصوا أهليكم بتقوى الله وأدبوهم. وعن قتادة: "مروهم بطاعة الله وانهوهم عن معصيته" وعن علي رضي الله عنه في قوله: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} قال: "علموا أهليكم خيراً"1.

أيها الأب الكريم، أنت محاسب أمام الله تعالى عن كل من تعولهم، وسيحاسبك على كل تقصير صدر منك، ما يغني عنك أمام الله تعالى إذا جئته وقد علَّمت ابنك أنواع الدراسات، وألبسته أجود الألبسة، وأطعمته أشهى الأطعمة، وأمتعته بخير متاع الدنيا؟ إن هذا كله لن يغني عنك من الله شيئاً، ما دام ابنك لم يتخلق بأخلاق الإسلام، عند ذلك سيقول ابنك: يارب إن السبب في معصيتي لك أبي فإنه لم يربني على طاعتك، وإنما ترك الشارع يربيني، وأهمل تربيتي.

أيها الزوج الكريم، أين زوجتك، هل تجلس في بيتها مع أولادها؟ هل تقوم امرأتك بطاعة الله على أحسن وجه؟ هل تحافظ على الصلوات الخمس؟ هل تزكي مالها؟ هل تصوم فرضها؟ هل تطيع زوجها على وجه يرضي الله عز وجل؟ من المسؤول عن ذلك كله؟ إنها ستوجه مقداراً كبيراً من اللوم والذنب عليك، فأنت وليها، وأنت القائم عليها، ولو أمرتها لأتمرت، ولو نهيتها لانزجرت، بل لو لم يوجه إليك لومها هل أنت محاسب أمام ربك العزيز عنها وعن أعمالها التي خرجت عن الجادة ولم تنصحها، ولم تغير ما وقعت فيه من منكر، ولم تحاول تعديلها؟ نعم أنت مقصر في ذلك وتحاسب على ذلك التقصير.

أيتها المرأة هل تعرفين أين تذهب ابنتك؟ وهل تدرين من جلساء ابنك؟ لماذا لم تمثلي القدوة الحسنة لأولادك من بعدك؟.

أيها المسلمون، ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))2. قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته3.

ولهذا فالأب مسؤول عن رعيته مستأمن عليهم، والأم مستأمنة في رعيتها وبيت زوجها ومسؤولة عنهم أمام الله تعالى، والإمام مستأمن على رعيته محاسب عليهم، وكلٌّ مسؤول ومحاسب عمن استرعاه الله عليه، فلا يحل لامرئ أن يقصر فيما استرعاه الله واستخلفه عليه.

إن الواجب على الراعي أن يقوم بجميع تكاليف وحاجيات الرعية أيًا كانوا؛ ليخفف عن نفسه عظم المسؤولية، وثقل الأمانة الملقاة على كاهله، فيسعى فيما يجلب لهم النفع في الدارين، والمصلحة العامة التي تمس حاجتهم وتحقق منافعهم.

إن الواجب على الراعي أن يأخذ لرعيته أسباب الهداية، وطرق رقيهم في أمور حياتهم، فإن قصر صار آثماً، سيسأل عنهم يوم القيامة.

عباد الله، ((إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاهُ، حفظَ ذلكَ أمْ ضيَّعَ، حتى يسألُ الرجلَ عنْ أهلِ بيتِهِ))4. هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، فما أنتم قائلون إن سألكم رب العزة جل جلاله، هل حفظتم أم ضيعتم؟

أنت أخي الكريم، كيف تعاملت مع أهلك؟ على أي شيء ربيت أولادك؟ بأي شيء أسست أخلاقهم، ولمن بنيت انتماءهم؟ على أي منهج أقمت بيتك؟ بأي تعاليم أنشأت أسرتك؟ ما الذي بذلته من التوجيهات في منزلك؟ وما مدى تغييرك في أهلك؟ وماذا وماذا.

إن الأمر جسيم ومسؤولية أمام الله تعالى، فإذا كان الأمر كذلك من أن الراعي مسؤول عن رعيته وقد جاء أمر الله له بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..}[التحريم: 6]، فإنه واجب عليه أن يعلمهم ما يقيهم به النار.

قال زيد بن أسلم: لما نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}[التحريم: 6]، قالوا: يا رسول الله، هذا وقينا أنفسنا، فكيف بأهلينا؟ قال: ((تأمرونهم بطاعة الله وتنهوهم عن معاصي الله))5.

فهذه أمانة أنت مسؤول عنها، فإن الله تعالى يقول: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[الأحزاب: 72]. وستحاسب على فعلك وتقصيرك في تربيتهم وتعريفهم بما يوصلهم إلى الجنة ويقيهم من النار، وتبدأ بنفسك أولاً، فإن لم تفعل فاعلم أنك خنت الأمانة، وظلمت نفسك.

ولتعلم يا رعاك الله أن الله قد هيأك لأن تقود أسرتك، وائتمنك على رعايتهم، فلا تكن هزيلاً في تحمل المسؤوليات، ضيقاً عن أعبائها، عاجزاً عن تكاليفها، فالمسؤولية بحاجة إلى كفء يقدر على جلب منافعها ما أمكن. أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم..

الخطبة الثانية:

الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبيه ومن والاه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه..

أيها المسلمون! إن من أروع ما يقوم به الإنسان في هذه الحياة بعد أداء ما أوجب الله عليه من الفرائض: أن يكون امرأً نافعاً لنفسه ومن حوله، لا يتباطأ في معروف، يدل على مواطن الخير ومكامن الصلاح، يدعو إلى التقوى ويوصي بالبر، ويعين على الحق، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، كل هذا؛ ليؤدي حملاً ملقىً على عاتقه، ألا وهي مسؤولية الأسرة والرعية، والنفس أولاً.

هذا عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة ذهب يتبوأ مقيلاً، فأتاه ابنه عبد الملك، فقال له: ما تريد أن تصنع يا أبتِ؟ فقال: أي بني، أقيل، فقال: أتقيل ولا ترد المظالم إلى أهلها؟

قال: أي بني، إني سهرت البارحة في أمر عمك سليمان، فإذا صليت الظهر رددت المظالم، فقال: يا أمير المؤمنين، من أين لك أن تعيش إلى الظهر؟ فقال: أدنُ مني. فدنا منه فقبل بين عينيه، وقال: الحمد للّه الذي أخرج من ظهري من يعينني على ديني، فخرج ولم يقِلْ6.

وفي هذه القصة انظروا إلى عدة جوانب :

كيف ربى عمر ابنه على طاعة الله ومراقبته وخوفه، ليس فقط إلى أن انتفع ابنه في نفسه، بل حتى صار داعياً إلى ذلك.

وانظروا إلى الابن أيضاً كيف يشعر بالمسؤولية، أن يقي نفسه النار ويقي أهله، فالمظالم إذا لم ترد سيحاسب أبوه عليها أمام الله؛ كونه إماماً للمسلمين، وقائماً برعايتهم، وكذا ابنه قد يحاسب على تماديه في كفِّ الظالم وسلب المظلوم، فلهذا بادر مسرعاً ليقي نفسه وأهله من النار.

وانظروا إلى عمر رحمه الله كيف بادر إلى وقاية نفسه من النار بالعمل أيضاً، إذ لا يكفي مجرد القول والنصح، بل لا بد من تطبيق الوقاية عملاً وواقعاً.

أيها المسلمون، أنتهي من حيث بدأت وأذكركم قوله جل في علاه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6].

عليكم بتقوى الله في أنفسكم، وأهليكم وأرحامكم ومن حولكم من الأقربين؛ فإنكم مسؤولون أمام الله تعالى فيما إذا أتوا باطلاً قصرتم في إرشادهم وتوعيتهم بشأنه، ووالله إن العبد ليحاسب أمام الله تعالى ويوم القيامة يفر من أهله وذويه؛ خوفاً وخجلاً وفلَساً؛ لما يكابد من افتقار وندم في ذلك اليوم الرهيب، فيا أخي الكريم، اعمل في دنياك بما يرضي الله جل وعلا وبما يعذرك أمامه فإنه لا لمقصر عذر حتى يقوم بما عليه من الأسباب، وأنت تعلم أنه لا أحسن ممن دعا ونصح في الله، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت: 33]، إذن فعلام التهاون، والنار معدة لمن خالف أمر الله وتعدى حدوده؟.

نار حرها شديد، وغورها بعيد، لعمري هي من أعظم الوعيد، فاستفق يا رعاك الله وعلم أهلك ما ينفعهم ويقربهم إلى الجنة ويجنبهم النار.

واعلم أنك قبل أن تقوم بواجبك تجاه أهلك فأنت محاسب على واجبك نحو نفسك، فـ

لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثْلَه *** عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عَظيمُ

وابْدَأْ بنفسك فانهَها عنَ غَيِّها *** فإِذا انتهت عنه فأنتَ حَكيمُ

حقق القدوة في نفسك أولاً، ولا تنس أهلك ومن حولك، فالأمر يحتاج إلى التكامل في تربية الجميع وخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً وعبرة ودروساً في تربيته لنفسه –وقد أدبه الله فأحسن تأديبه- فقد كان كلما نزل الوحي عليه بأمر أو بنهي وطَّن نفسه لقبول ما جاء به الوحي، وكان في نفسه يتمثل ما في القرآن حتى كان قرآنا يمشي على الأرض، ومع ذلك أيضاً كان يربي أصحابه وأهله ويعلمهم حتى ما ترك شيئاً يوصل إلى الجنة إلا وحثنا عليه، ولا ترك شيئاً يقرب إلى النار إلا وحذرنا منه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم وهذه وظيفة الأنبياء من قبله صلى الله عليه وسلم وقد قَالَ: ((إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ))7.

اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

1 فتح الباري لابن حجر (14/38).

2 صحيح البخاري (844).

3 شرح النووي على مسلم (6/300).

4 مستخرج أبي عوانة (14/54)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1966) حسن صحيح.

5 شرح ابن بطال (13/294).

6 سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (2/150).

7 صحيح مسلم (3431).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قوا أنفسكم وأهليكم ناراً
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة
» قل هو من عند أنفسكم
» عليكم أنفسكم
»  ولا تقتلوا أنفسكم
» شرح حديث "اضمنوا لي ستا من أنفسكم.."



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: