ما جاء فى أن الخشية من الله تعالى و الخوف منه من أسباب مغفرة الذنوب
فى حديث قدسى يقول الله تعالى :
( ما غضبت على أحد غضبى على عبد أتى معصية فتعاظمها فى جنب عفوى
فلو كنت مـُعجلاً العقوبة أو كانت العجلة من شأنى لعجلتها للقانطين من رحمتى
و لو لم أرحم عبادى إلا من خوفهم من الوقوف بين يدى , لشكرت لهم , و جعلت ثوابهم منه الأمن لما خافوا )
و حديث قدسى آخر :
( لا أجمع على عبدى خوفين و لا أجمع له أمنين : إذا أمننى فى الدنيا أخفته يوم القيامة , و إذا خافنى فى الدنيا أمنته يوم القيامة )
عن ربعي بن حراش قال: قال عقبة لحذيفة: ألا تحدثنا ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال:
سمعته يقول: (إن رجلا حضره الموت، لما أيس من الحياة أوصى أهله: إذا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا، ثم أوروا نارا، حتى إذا أكلت لحمي، وخلصت إلى عظمي، فخذوها فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار، أو راح، فجمعه الله فقال: لم فعلت؟ قال: من خشيتك، فغفر له).
قال عقبة: وأنا سمعته يقول.
رواه البخارى
و فى رواية اخرى عن أبي هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال رجل لم يعمل خيراً قط: فإذا مات فحرِّقوه، واذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذِّبنَّه عذاباً لا يعذِّبه أحداً من العالمين، فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر البر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت؟ قال: من خشيتك، وأنت أعلم، فغفر له).
وفى روايه اخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أسرف رجل على نفسه. فلما حضره الموت أوصى بنيه
فقال: إذا أنا مت فأحرقوني. ثم اسحقوني. ثم اذروني في الريح في البحر. فوالله! لئن قدر علي ربي، ليعذبني عذابا ما عذبه به أحد. قال ففعلوا ذلك به. فقال للأرض: أدي ما أخذت. فإذا هو قائم.
فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: خشيتك. يا رب! - أو قال - مخافتك. فغفر له بذلك".
(أسرف رجل على نفسه) أي بالغ وغلا في المعاصي والسرف.