جمال صورته صلى الله عليه و سلم
صفة وجهه عليه الصلاة و السلام روى الشيخان عن البراء قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس وجها و أحسنهم خلقا
و قال ابو هريرة رضي الله عنه : ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه و سلم كأن الشمس تجري في وجهه رواه الترمذي عنه
و سئل البراء أكان وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل السيف فقال : لا بل مثل القمر رواه البخاري
قال الحافظ في الفتح : كأن السائل أراد أنه مثل السيف في الطول فرد عليه البراء فقال : بل مثل القمر أي في التدوير و يحتمل ان يكون أراد مثل السيف في اللمعان و الصقال فقال : بل فوق ذلك و عدل الى القمر لجمعه الصفتين من التدوير و اللمعان
و في رواية مسلم عن حديث جابر ابن سمرة و قال له رجل : وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل السيف فقال لا مثل الشمس و كان مستديرا
و عن جابر ابن سمرة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في ليلة اضحيان أي مقمرة و عليه حله حمراء فجعلت أنظر اليه فلهو في عيني أحسن من القمر
و روى الترمذي و غيره عن علي رضي الله عنه ان نعته صلى الله عليه و سلم لم بكن بالمطهم و لا المكلثم و كان في وجهه تدوير و المطهم : الكثير السمن و المكلثم : المدور الوجه أي لم يكن شديد تدوير الوجه بل في وجهه تدوير قليل
صفة بصره عليه الصلاة و السلام روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما و البيهقي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء
عن أبي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه و سلم قال : هل ترون قبلتي ههنا فوالله ما يخفى علي ركوعكم و لا سجودكم اني لأراكم من وراء ظهري رواه البخاري و مسلم
و عن مسلم من رواية أنس أنه صلى الله عليه و سلم قال : أيها الناس اني أمامكم فلا تسبقوني بالركوع و السجود فاني اراكم من ورائي و من خلفي
و في حديث ابن ابي هالة : و اذ التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره صلى الله عليه و سلم الى الارض اطول من نظره الى السماء جل نظره الملاحظة و هي المفاعلة من اللحظ و هو : النظر بشق العين الذي يلي الصدغ
و عن علي رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عظيم العينين أهدب الاشفار مشرب العين بحمرة رواه البيهقي
و عن جابر بن سمره رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ضليع الفم أشكل العينين رواه مسلم
و الشكله : الحمرة تكون في بياض العين و هو محمود محبوب و اما الشهلة فانها حمرة في سوادها
و عن الترمذي في حديث علي : ادعج العينين اهدب الاشفار (و هي شعر العين) أدعج العينين : أي شديد سواد حدقتها مع سعة العين و شدة بياض بياضهما
سمعة الشريف عليه الصلاة و السلام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اني ارى ما لا ترون و أسمع ما لا تسمعون أطت السماء و حق لها ان تئط ليس فيها موضع أربع أصابع الا و ملك واضع جبهته ساجد لله تعالى رواه الترمذي عنه الى ابي ذر
صفه جبينه الكريم صلى الله عليه و سلم كان صلى الله عليه و سلم واضح الجبين مقرون الحاجبين بهذا وصفه علي رضي الله عنه فقال : مقرون الحاجبين صلت الجبين أي واضحة
و عند البيهقي عن رجل من الصحابة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فاذا برجل حسن الجسم عظيم الجبهة دقيق الحاجبين
و قال أبي هالة : أزج الحواجب –و فسر بالمقوس الطويل الوافر الشعر- ثم قال : سوابغ من غير قرن
و كان صلى الله عليه و سلم دقيق العرنين –أي اعلى الانف- كما وصفه به علي رضي الله عنه و وصفه أيضا بأقنى الانف و فسر بالسائل المرتفع الوسط و القني في الانف : طوله و دقة أرنبته مع حدب قليل في وسطه
صفه فمه الشريف صلى الله عليه و سلم عن جابر علي رضي الله عنه انه صلى الله عليه و سلم ضليع الفم
و قال ابن ابي هالة : يفتح الكلام و يختمه بأشداقه –يعني لسعة فمه- و العرب تمدح به و تذم بصغر الفم
ووصفه ابن ابي هالة فقال : أشنب مفلج الاسنان و الشنب : رونق الاسنان و ماؤها و مفلج الاسنان أي متفرقها
و قال علي : مليح الثنايا و في رواية عنه : براق الثنايا
و عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أفلج الثنيتين اذا تكلم رئى كالنور يخرج من بين ثناياه رواه الترمذي
ريقه الشريف صلى الله عليه و سلم ففي الصحيح عن سهيل بن سعد ان علي بن ابي طالب اشتكى عينيه يوم خيبر فبصق فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فبرأ كأن لم يكن به وجع
و مج رسول الله صلى الله عليه و سلم في بئر ففاح منه رائحة المسك و بزق في بئر في دار انس فلم يكن في المدينة بئر أعذب منها
و مسح بيديه الشريفة صلى الله عليه و سلم بعد ان نفث فيها من ريقه على ظهر عينيه و بطنه و كان به شري فما كان يشم أطيب منه رائحة
و أعطى الحسن لسانه و كان قد اشتد ظمؤه فمصه حتى روى
فصاحة لسانه صلى الله عليه و سلم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : انا افصح العرب و ان اهل الجنة يتكلمون لغة محمد صلى الله عليه و سلم
و قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله لقد طفت في العرب و سمعت فصحاءهم فما سنعت افصح منك قال : ادبني ربي و نشأت في بني سعد ابن بكر
صفه صوته الشريف صلى الله عليه و سلم كان صوته صلى الله عليه و سلم يبلغ حيث لا يبلغ صوت غيره
فعن البراء قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اسمع العواتق في خدورهن
و قالت عائشة رضي الله عنها : جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة على المنبر فقال للناس اجلسوا فسمعه عبد الله ابن رواحة و هو في بني غنم فجلس مكانه
صفه يده الشريف صلى الله عليه و سلم فقد وصفه أكثر من واحد بأنه كان شئن الكفين أي غليظ أصابعهما و بأنه عبل الذراعين رحب الكفين
و قال يزيد بن الاسود : ناولني رسول الله صلى الله عليه و سلم يده فاذا هي ابرد من الثلج و أطيب ريحا من المسك
و في البخاري عن انس رضي الله عنه ما مسست حريرا و لا ديباجا الين من كف رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال ابن بطال : كانت كفه صلى الله عليه و سلم ممتلئة لحما غير انها مع ضخامتها كانت لينة
و عن زيد الانصاري قال : مسح رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده على رأسي و لحيتي ثم قال : اللهم جمله قال الراوي عنه : فبلغ بضع و مائة سنة و ما في لحيته بياض و لقد كان منبسط الوجه و لم ينقبض وجهه حتى مات رواه البيهقي و غيره
بياض إبطيه صلى الله عليه و سلم و قد جاء في احاديث بياض ابطيه فعن أنس رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفع يده في الدعاء حتى رأيت بياض إبطيه
صفه صدره و بطنه و ظهره الشريف صلى الله عليه و سلم ووصفه علي رضي الله عنه قال : ذو مسربة و فسر بخيط الشعر بين الصدر و السرة وصفت بطنه أم هانئ فقالت : ما رأيت بطن رسول الله صلى الله عليه و سلم الا ذكرت القراطيس المثني بعضها على بعض
و قال ابي هريرة رضي الله عنه : كان صلى الله عليه و سلم أبيض كأنما صبغ من فضة رجل الشعر فضاض البطن عظيم مشاش المنكبين
مفاض البطن : واسعة مشاش : رؤوس العظم
و أخرج الامام أحمد عن محرش الكعبي قال : أعتمر النبي صلى الله عليه و سلم من الجعرانة ليلا فنظرت الى ظهره كأنه سبيكة فضة
و روى البخاري : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعيد ما بين المنكبين
و عن ابي هريرة : رحب الصدر
صفه قلبه الشريف صلى الله عليه و سلم قد صح ان جبريل عليه السلام شقه و استخرج منه علقة فقال له هذه حظ الشيطان منك ثم غسله في طست كم ذهب بماء زمزم ثم لأمه فأعاده في مكانه
قال أنس : فلقد كنت أرى أثر المخيط في صدره رواه مسلم
صفه قدمه الشريف صلى الله عليه و سلم قد وصفه غير واحد بأنه كان شئن القدمين أي غليظ أصابعها
و عن ميمونة بنت كردم قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فما نسيت طول اصبع قدمه السبابة على سائر اصابعه رواه الامام أحمد و غيره
و قال ابن ابي هالة : خمصان الاخمصين مسيح القدمين
و الاخمص من القدم : الموضغ الذي لا يلتصق بالارض منها عند الوطء
و الخمصان : البالغ منه مسيح القدمين : أي ملساوتين لينتان ليس فيهما تكسر و لا شقاق
و عن عبد الله بن بريدة قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس قدما
صفه طوله الشريف صلى الله عليه و سلم فقد قال علي رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا قصير و لا طويل و هو الى الطول أقرب رواه البيهقي
ووصفه غيره بأنه ليس بالطويل البائن و لا بالقصير و المراد بالطويل البائن : المفرط في الطول مع اضطراب القامة
و قال ابن ابي هالة : أطول من المربوع و أقصر من المشذب
و المشذب : البائن الطول في نحافة و هو مثل قوله في الحديث الاخر : لم يكن بالطول الممغط أي المتناهي في الطول
و عن عائشة رضي الله عنها قالت : لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم بالطويل البائن و لا بالصير المتردد و كان ينسب الى الربعة اذا مشى وحدة و لم يكن يماشيه أحد من الناس ينسب الى الطول الا طالة صلى الله عليه و سلم و لربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فاذا فارقاه نسب رسول الله صلى الله عليه و سلم الى الربعة رواه البيهقي و علي و زاد ابن سبع في (الخصائص) انه كان اذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين صلى الله عليه و سلم
ووصفه ابن ابي هالة بأنه معتدل الخلق بادن متماسك
صفه شعره الشريف صلى الله عليه و سلم فعن قتادة قال : سألت أنس عن شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : كان شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم شعرا بين شعرين لا رجل سبط و لا جعد قطط و كان بين اذنيه و عاتقه
و في رواية : كان رجلا ليس بالسبط و لا الجعد بين اذنيه و عاتقه
و في اخرى : كان شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم الى انصاف اذنيه