زعم الیهود براءتهم واولادهم من الذنوب
قولـه تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 } [سورة النساء 4/49]
7697 - حدثنا بشر بن معاذ قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } وهم أعداء الله اليهود زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه فقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه وقالوا: لا ذنوب لنا.([1])
7698 - حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الحسن في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 } قال: هم اليهود والنصارى قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ = 18 } [المائدة: 18] وقالوا: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ = 111 } [سورة البقرة 2/111] ([2])
7699 - وحدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثنا أبو تميلة عن عبيد بن سليمان عن الضحاك قال: قالت يهود: ليست لنا ذنوب إلا كذنوب أولادنا يوم يولدون فإن كانت لهم ذنوب فإن لنا ذنوبا فإنما نحن مثلهم قال الله تعالى ذكره: {انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً = 50 } [سورة النساء 4/150] ([3])
7700 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 } قال: قال أهل الكتاب. {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ = 111 } [سورة البقرة 2/111] وقالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ = 18 } [سورة المائدة 5/18] وقالوا: نحن على الذي يحب الله. فقال تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 } حين زعموا أنهم يدخلون الجنة وأنهم أبناء الله وأحباؤه وأهل طاعته. ([4])
7701 - حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن مفضل قال: ثنا أسباط عن السدي: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} نـزلت في اليهود قالوا: إنا نعلم أبناءنا التوراة صغارا فلا تكون لهم ذنوب وذنوبنا مثل ذنوب أبنائنا ما عملنا بالنهار كفر عنا بالليل. ([5])
7702 - حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 } قال: يهود كانوا يقدمون صبيانهم في الصلاة فيؤمونهم يزعمون أنهم لا ذنوب لهم. فتلك التزكية.([6])
7703 - حدثنا ابن وكيع قال: ثنا أبي عن سفيان عن حصين عن أبي مالك في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 } قال: نـزلت في اليهود كانوا يقدمون صبيانهم يقولون: ليست لهم ذنوب. ([7])
7704 - حدثنا ابن وكيع قال: ثنا أبي عن أبي مكين عن عكرمة في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 } قال: كان أهل الكتاب يقدمون الغلمان الذين لم يبلغوا الحنث يصلون بهم يقولون ليس لهم ذنوب فأنـزل الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 }... الآية. ([8])
7705 - حدثني محمدبن سعد قال: ثني أبي قال قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 } وذلك أن اليهود قالوا: إن أبناءنا قد توفوا وهم لنا قربة عند الله وسيشفعون ويزكوننا. فقال الله لمحمد: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 }... إلى {وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً = 49 } ([9])
قولـه تعالى: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ = 16 }
23675- حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ = 16 } قال: هم اليهود والنصارى قالوا: كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منكم. ([10])
قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ = 169 } [سورة الأعراف 7/169]
11897 - حدثنا أحمد بن المقدام قال: ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن سعيد بن جبير في قولـه: {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} قال: يعملون الذنب ثم يستغفرون الله فإن عرض ذلك الذنب أخذوه. ([11])
11902 - حدثني محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط عن السدي قوله: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ}.. إلى قوله: {وَدَرَسُوا مَا فِيهِ} قال: كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضيا إلا ارتشى في الحكم. وإن خيارهم اجتمعوا فأخذ بعضهم على بعض العهود أن لا يفعلوا ولا يرتشوا فجعل الرجل منهم إذا استقضي ارتشى فيقال له: ما شأنك ترتشي في الحكم؟ فيقول: سيغفر لي ! فيطعن عليه البقية الآخرون من بني إسرائيل فيما صنع. فإذا مات أو نـزع وجعل مكانه رجل ممن كان يطعن عليه فيرتشي يقول: وإن يأت الآخرين عرض الدنيا يأخذوه. وأما عرض الأدنى فعرض الدنيا من المال([12]).
الدراســــة:
لم يكتفي اليهود بمبارزة الله بالمعصية والكفر بل ذهب صلفهم وغرورهم إلى تزكيتهم لأنفسهم، وذلك كما فسره السلف لنا بعدة أمور منها:
1- قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه.
2- وقالوا: لن يدخل الجنة الا من كان هودا أونصارى.
3- وقالوا: لن تمسنا النار الا أياماً معدودة.
4- وقالوا: إن الهدى مقصور عليهم وحدهم، وليس لغيرهم الا اتباعهم، حتى ولوكان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
5- وقالوا : إن ابناءنا لا ذنوب لهم فنقدمهم في الصلاة وسيشفعوا لنا.
وأظهر هذه المعاني فى معنى تزكيتهم أنفسهم أنهم لا ذنوب لهم، وهم أبناء الله وأحباؤه، وقد رد الله عليهم قولهم ذلك بعد سياق كل تزكية قالوها, فكان ذلك كافياً في الرد عليهم وتقريعهم من الله عز وجل :
فقال لمن زكى نفسه منهم: {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء} [سورة النساء 4/49]
وقال لمن قال: نحن أبناء الله :{قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ = 18 } [سورة المائدة 5/18]
وقال لمن ادعى أنه لن يدخل الجنة معهم أحد:{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ = 111 } [سورة البقرة 2/111]
وقال لمن قال إنه لن يدخل النار الا أياما يسيره:{قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ = 80 } [سورة البقرة 2/80]
وساق ابن أبي حاتم بسنده الى ابن عباس رضي الله عنهما في الرد على من قال أن أبناءه سيشفعون له قال ابن عباس رضي الله عنهما : ((كان اليهود يقدمون صبيانهم يصلون بهم ويقربون قربانهم ويزعمون أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب وكذبوا قال الله: إني لا أطهر ذا ذنب بآخر لا ذنب له وأنـزل الله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ} [سورة النساء 4/49].)) ([13])
وقد أثرت هذه العقيدة عن اليهود أعني تزكيتهم أنفسهم، وأنهم فوق البشر، حتى ترسخت في أجيالهم خاصة إذا جمع معها تفضيل الله لأسلافهم على عالمي زمانهم، فنتج عن هذا مقولة (شعب الله المختار) ([14]) وهي التي شجعتهم عبر العصور، خاصة المتأخر منها على العدوان، واستغلال الغير، والاستهانة في المعاصي، اتكالاً على هذا التفضيل، ولمز كل من يتعرض لهم من قريب أو بعيد وما تهمة (معادة السامية) المعاصرة عنا ببعيد.
وتوراتهم المعاصرة هي معتمدهم في ذلك فقد جاء في سفر التثنية (14/2) "لأنك شعب مقدَّس للرب إلهك. وقد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض". والفكرة نفسها تتواتر في سفر اللاويين (20/24، 26): "أنا الرب إلهكم الذي ميَّزكم من الشعوب... وتكونون لي قديسين لأني قدوس أنا الرب. وقد ميَّزتكـم من الشعـوب لتكونوا لي".
وفكرة الاستعلاء والعنصرية اليهودية من أسوء أنواع العنصرية في العالم (فهي تتسم بسمات تخالف بها جميع العنصريات عند الأمم كتزييف التاريخ ومصادرة الفكر -اللاسامية- واستغلال الدين.)([15])
---------------------------------------------------------
([1]) تفسير الطبري ( 5 / 126 ) حسنه في التفسير الصحيح (1/223)
([2]) تفسير الطبري ( 5 / 126 ) - تفسير عبد الرزاق ( 1 / 164 ) - تفسير ابن أبي حاتم ( 3 / 972 ) - تفسير الدر المنثور ( 2 / 560 ) - تفسير ابن كثير ( 1 / 512 ) صححه في التفسير الصحيح (2/60)
([3]) تفسير الطبري ( 5 / 126 ) - تفسير الدر المنثور ( 2 / 562 )
([4]) تفسير الطبري ( 5 / 127 )
([5]) تفسير الطبري ( 5 / 127 ) - تفسير الدر المنثور ( 2 / 561 ) حسنه في التفسير الصحيح (2/281)
([6]) تفسير الطبري ( 5 / 127 ) - تفسير ابن أبي حاتم ( 3 / 972 ) - تفسير الدر المنثور ( 2 / 560 ) - تفسير ابن كثير ( 1 / 512 )
([7]) تفسير الطبري ( 5 / 127 ) - تفسير الدر المنثور ( 2 / 560 )
([8]) تفسير الطبري ( 5 / 127 ) - تفسير الدر المنثور ( 2 / 560 )
([9]) تفسير الطبري ( 5 / 127 ) - تفسير الدر المنثور ( 2 / 560 ) إسناده ضعيف
([10]) تفسير الطبري ( 25 / 19 ) - تفسير عبد الرزاق ( 3 / 191 ) - تفسير الدر المنثور ( 7 / 342 ) - تفسير القرطبي ( 16 / 14 )
([11]) تفسير الطبري ( 9 / 105 ) - تفسير ابن كثير ( 2 / 261 )
([12]) تفسير الطبري ( 9 / 106 ) تفسير الدر المنثور ( 3 / 594 ) - تفسير ابن كثير ( 2 / 261 ) حسنه في التفسير الصحيح (2/281)
([13]) تفسير ابن أبي حاتم 3/ 972 وتفسير ابن كثير ج:1 ص:512
([14]) تقدم في فصل -تفضيلهم على العالمين - مناقشة بعض جوانب تزكيتهم لأنفسهم وينطلق اليهود المعاصرون في تعاملهم مع الأمم من منطلق أنهم (الشعب المختار ) فماذا يعني هذا المصطلح؟
يجيب الدكتور عبدالوهاب المسيري المسيري في موسوعة اليهود واليهودية بقوله: "مصطلح «الشعب المختار» ترجمة للعبارة العبرية «هاعم هنفحار»، ويوجد معنى الاختيار في عبارة أخرى مثل: «أتَّا بحرتانو»، والتي تعني «اخترتنا أنت»، و «عم سيجولاه»، أو «عم نيحلاه» أي «شعب الإرث» أي «الشعب الكنز». وإيمان بعض اليهود بأنهم شعب مختار مقولة أساسية في النسق الديني اليهودي، وتعبير آخر عن الطبقة الحلولية التي تشكلت داخل التركيب الجيولوجي اليهودي وتراكمت فيه. والثالوث الحلولي مُكوَّن من الإله والأرض والشعب، فيحل الإله في الأرض، لتصبح أرضاً مقدَّسة ومركزاً للكون، ويحل في الشعب ليصبح شعباً مختاراً، ومقدَّساً وأزلياً (وهذه بعض سمات الإله). ولهذا السبب، يُشار إلى الشعب اليهودي بأنه «عم قادوش»، أي «الشعب المقدَّس» و«عم عولام» أي «الشعب الأزلي»، و«عم نيتسح»، أي «الشعب الأبدي"
([15]) العنصرية اليهودية 4/450 وللتوسع في العنصرية اليهودية ينظر في الدراسة المتميزة للدكتور أحمد الزغيبي وفقه الله بعنوان العنصرية اليهودية وآثارها في المجتمع الإسلامي والموقف منها -في أربعة مجلدات شافية في جميع جوانب الموضوع ودراسة الدكتور زياد عليان بعنوان الخطاب اليهودي بين الماضي والحاضر وعنه نقلت نصوص التوراة.