بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
بيان بطلان التجسد وحسمه ببساطة شديدة من الناحية الفلسفية
ملحوظة
اخوانى سوف نعبر فى هذا المقال عن الحال بالوجود حتى لا يختلط عليكم الامر ولنبدأ بسم الله
بدايتا يتوجب علينا سؤال هذا السؤال
هل الأب والابن لهما نفس القدم بمعنى عدم تقدم احدهما في الوجود عن الآخر ؟
أم أن وجود الأب هو السابق لوجود الابن ؟ فإذا أخذنا بالاحتمال الأول بان كان وجود الأب هو السابق لوجود الابن فهذا سوف يعنى أن للأب حالان
الحال الأول هو وجوده هو بذاته فقط قبل وجود الابن ويمكن ان نسميه بالحال الاول ..
والحال الثاني هو حال وجوده مع الابن ويمكن أن نسميه بالحال الثاني ..
فإذا جعلنا الحال الأول في مقابل الحال الثاني فسوفا نرى الاتى :
أولا :
إذا كان الوجود الأول اكبر من الوجود الثاني والوجود الثاني لا يمكن ان ينتهي فان الوجود الأول لن يمكن أن ينتهي أيضا لأنه اكبر من الوجود الثاني فيكون هو الأولى بعدم الانتهاء وعلى ذلك سوف يبقى الأب بغير ابن إلى الأبد لان وجوده بغير ابن لن ينتهي و وجود المعية مع الابن لا يمكن أن يبدأ إلا بعد انتهاء الوجود الأول
ثانيا :
أما إذا كان الوجود الأول اقل من الوجود الثاني فهذا يعنى أن الوجود الأول محدود
فيكون حادث و له بداية وكل حادث لابد له من محدث فينتج لنا من ذلك
أن الأب مخلوق فمن هو الذي خلقه وإذا كان الأب مخلوق يكون الابن بالقياس مخلوق أيضا لأنه جاء بعده .
ثالثا :
إذا كان الوجود الأول مساوي للوجود الثاني وكان الوجود الثاني لا يمكن أن ينتهي ..
فان الوجود الأول لن يمكن له ان ينتهي أيضا لأنه مساوي للوجود الثاني والوجود الثاني ليس من المنتطر له انتهاء ..
فينتج لنا من ذلك أيضا بقاء الأب بغير ابن إلى الأبد لان وجوده بغير ابن لن ينتهي قياسا على الوجود الثاني المساوي له ووجود المعية مع الابن لا يمكن أن يبدأ إلا بعد انتهاء الوجود الأول .
رابعا :
إذا كان الأب والابن لهما نفس قدم الوجود اى لم يتقدم وجود احدهما عن الآخر و حدث تجسد لأحدهما سواء كان الأب او الابن الأمر سيان
فسوف نرى الاتى بعد قياس ما سبق
1- إذا كان وجود الابن او الاب قبل التجسد اكبر من وجود الابن او الاب بعدالتجسد وكان وجود الابن او الاب بعد التجسد لا يمكن ان ينتهي
فان وجود الابن قبل التجسد لن يمكن له ان ينتهي ايضا لأنه اكبر فيكون الأولى بعدم الانتهاء
وهذا معناه أن الابن او الاب لن يتجسد أبدا لأنه لا يمكن أن يتجسد إلا بعد انتهاء وجوده قبل التجسد وجوده وهو غير متجسد لن ينتهي ابدا
3- أما إذا كان وجود الابن او الاب قبل التجسد اقل من وجود الابن او الاب بعد التجسد فهذا سوف يدل على أن وجود الابن او الاب قبل التجسد كان محدود و له بداية فيكون مخلوق , وبما أن الأب له نفس قدم الابن يكون الأب هو الآخر مخلوق لان وجوده لم يتقدم على وجود الابن والابن مخلوق واذا كان الوجود الثانى فى جميع الحالات سوف ينتهى فان ذلك يعنى ان الوجود الكلى (اى الاول والثانى) محدود لان نهاية الوجود الثانى هى نهاية الوجود الاول وبما انه محدود يكون له بداية وبما ان له بداية يكون مخلوق وله خالق
خامسا :
اذا كان الاب والابن شىء واحد فهذا لن يغير من النتيجة التى وصلنا اليها ايضا
فاذا كان وجود الثالوث بعد التجسد او الصلب غير منتهى فان وجوده قبل الصلب او التجسد سوف يكون ايضا غير منتهى لانه لا يمكن ان يقل عن وجوده بعد الصلب او التجسد ووجوده بعد الصلب او التجسد ليس له انتهاء فيكون وجوده قبل الصلب او التجسد ليس له انتهاء
وبذلك يكون من المستحيل حدوث الصلب او التجسد حيث لكى يحدث الصلب اوالتجسد لابد من انتهاء وجود الثالوث
وهو فى حالة عدم التجسد قبله ..
ووجود الثالوث وهو بحال عدم التجسد قبله لا يمكن ان ينتهى مع الانتباه الى ان حدوث التجسد او الصلب سوف ينهى الوجود الاول (اى وجود الثالوث بحال عدم التجسد)
ومما سبق ..
يتبين لنا مما لا شك فيه بالدليل العقلى الدامغ أن الله منزه عن التجسد والحلول ومنزه أيضا عن الصاحبة و الولد
فإذا كان النصارى يقولون عن التجسد بأنه سر لا يدرك فلابد أولا ان يكون حدوث ذلك السر ممكنا فى حدوثه اولا ويمكن ان نتفق مع النصارى على انه صعب الفهم قبل الجدال فى هذه النقطة ولكن المهم ان يكون ليس مستحيلا و مما سبق تبين لنا ان حدوث ذلك مستحيل بالنسبة للقديم الازلى اى انه خارج منطقة الفهم او عدم الفهم وليس له اى علاقة بالتناقض او التماشي مع العقل هو ببساطة شيء لا يمكن ان يحدث فى الاساس .
وان قيل لماذا ؟
لان الله ليس كمثله شىء لا يحيط به مكان ولا يجرى عليه زمان
وهذه النقطة بالذات (كيف يكون هناك شىء منزه عن الزمان والمكان) عقل الانسان يقررها
نعم هناك من هو منزه عن الزمان والمكان لان العلم اثبت ان الزمان له بداية واثبت ان المكان محدود فلابد ان يكون لهما خالق منزه عنهما)
ولكنه لا يمكن ان يفهمها (لان الانسان لا يستطيع تصور نفسه بدون مكان او زمان)
لانها فوق عقله ولكن المهم انها ليست مناقضة له والدليل على ذلك وصوله اليها ببساطة
( حيث هناك اشياء مدركة كالكون تدل على الذات الالهية غير المدركة من باب لكل شىء سبب فالانسان يستطيع ان يعلم بحواسه الادراكية ان الحائط له بناء ولكن لا يمكن ان يخوض فى اكثر من ذلك الا اذا اطلق العنان للخيال )
والتجسد اثبتنا استحالة حدوثه ولذلك نقول لكل مسيحى قبل ان تقول لى بان التجسد صعب الادرك او الفهم
يجب ان تثبت لى اولا امكان حدوثه وعدم استحالته مع الانتباه بان عدم الفهم ليس له علاقة بامكان الحدوث
هذه نقرة وهذه نقرة فمع انى لا استطيع ان اقدر عظمة الخالق لانها فوق عقلى
لا يمكننى ان انكرها على الاقل لوجود الكثير من الدلائل التى تثبتها.
الكتاب المقدس وهذه النتيجة
الكتاب المقدس يؤكد على هذه النتيجة فهو يقرر ابدية الخالق وانه هو وحده الذى له عدم الموت
وهذا ما أكده بولس في رسالته الأولى إلي تيموثاوس [ 6 : 16 ] إذ يقول عن الله : (( الذي وحده له عدم الموت )) وأيضاً ما جاء في سفر التثنية [ 32 : 40 ] من قول الرب : (( حي أنا إلى الأبــد )) .
وبذلك ومن هذا المنطلق الكتابى يكون وجوده بعد التجسد ليس له حدود و لا ينتظر له انتهاء
وبالتالى يكون وجوده قبل التجسد بالقياس ايضا ليس له حدود ولا ينتظر له انتهاء لانه لا يمكن ان يكون اقل من وجوده بعد التجسد
فيظهر لنا انه مخلوق فلا يبقى الا ان يكون وجوده قبل التجسد اكبر او على الاقل مساوى لوجوده بعد التجسد
وفى الحالتين لن و لا يمكن ان ينتهى ليصل الى لحظة التجسد
ومن ذلك المبدأ يظهر لنا استحالة حدوث التجسد وبذلك يكون هذا الاعتقاد من الاخترعات البشرية التى ليس لها اساس .