قبل أن أبدأ ردى السريع على القس عبد المسيح بسيط أرجوه لتمام الفائدة أن يذكر اسم الكتاب الذى يستشهد منه مع رقم الطبعة وسنة الطبع ودار النشر حتى يتسنى للقارىء أن يعرف مدى صحة هذه المعلومة المستشهد بها ، وأنا أعنى ما ذكرته من استشهاد من الطبرى والرازى وابن كثير وابن عباس ، أو أى استشهاد قادم
=====
بسم الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولد
وأصلى وأسلم على خاتم الأنبياء ، المبعوث رحمة للعالمين
أما بعد ..
فى الخامس من شهر ديسمبر الحالى لعام 2006 وضع القس عبد المسيح بسيط رده الأول على كتابى (البهريز فى الكلام اللى يغيظ) ، ولم أعلم به إلا أمس الموافق الرابع عشر من ديسمبر لعام 2006، وكالمعتاد كباقى النصارى ـ ويبدو أنه تدريب تربوى تعلموه لمواجهة الخصوم فى المناظرات أو اللقاءات التى تتعلق بعقيدتهم ـ بدأ القس كلامه بتسفيهى علمياً ولغوياً ودينياً، وادعى أننى أجلب جملة من هنا وأخرى من هناك لأكوِّن موضوعاً. وذلك ليحافظ على نصرانية من يقرأ لى ، وليبرز قوته وأنه صاحب العلم الأوحد فى التوراة والإنجيل بل وفى القرآن وتفاسيرهم من أجل تثبيت عقيدته فى قلوب من يقرأون له.
بل وفسر القرآن بما يحلو له ، وهو نفس ما فعله من قبله نُسَّاخ ما يسمونه مخطوطات العهد الجديد فى المخطوطات التى يعتبرونا إلهامية من عند الله ، ونسى أو تناسى اعتراف علمائه فى مقدمة الكتاب المقدس للآباء ******يين ، فقد فسروا النصوص على هواهم ، ومن ثم اضطروا فى بعض الأحيان إلى حذف أو إضافة نصوص من عند أنفسهم ، أو اقتباساً من مخطوطات مهملة لتأكيد ما يزعمونه.
وفى هذا يقول مدخل الكتاب المقدس للآباء ******يين إلى الإنجيل كما رواه يوحنا ص286) “فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بأيدينا ، أصدره بعض تلاميذ المؤلِّف فأضافوا عليه فصل 21 ، ولا شك أنهم أضافوا أيضًا بعض التعليق (مثل 4/2 (وربما 4/1) و4/44 و7،39 و11/2 و19/35). أمَّا رواية المرأة الزانية (7/53-8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول ، فأُدخلت فى زمن لاحق. (وهى مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس”!!!
لكن مَن الذى كتبه على وجه اليقين؟ لا نعرف ، ولكن “التقاليد الكنسية تُسمِّيه يوحنا منذ القرن الثانى وتوحِّد بينه وبين أحد ابنى زبدى.”
ويقول المدخل إلى رسالة بطرس عن مؤلف هذه الرسالة: “لا يبدو أن الكاتب ينتمى إلى الجيل المسيحى الأول. .. .. ، يسوغ اقتراح نحو سنة 125 تاريخًا لإنشاء الرسالة ، وهو تاريخ ينفى عنها نسبتها المباشرة إلى بطرس.” نقلا عن (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)
وهذا ما فعله القس عبد المسيح: ففى الوقت الذى يدعى فيه أن الإنجيل هى البشارة السارة ـ وبالطبع لم يخبرنا ما هى هذه البشارة السارة ـ استخلص من الآيات القرآنية فى رقم (3) أن المقصود بالكتاب هو الإنجيل وذلك فى قول الله (آتانى الكتابَ (الإنجيل) وجعلنى نبياً). هذا بالإضافة إلى ادعائه أن عيسى عليه السلام ولد ومعه الإنجيل!! فهل يخبرنا كيف علم بذلك؟ وأى إنجيل ولد معه؟ هل هو الإنجيل المنزل إليه كما تخبرنا الآيات أم إنجيل متى أم إنجيل لوقا أم مرقس أم يوحنا أم إنجيلاً آخراً من الأناجيل ال 119 التى ذكرت وحذفتها الكنيسة بعد أن نصبت نفسها مكان الله على الأرض مدعية أنها تملك الروح القدس الناجية والمنجية من الزلل والمهالك ، والتى يثبت التاريخ أنهم أناس أفاقون بعيدون كل البعد على القداسة ، وهو ما ذكرته أنت عارضاً ، ولم تذكره تفصيلا كما ذكرته أنا؟
هذا غير تحليله أن عيسى عليه السلام "ولد عالماً ومتعلماً من الله الذى علمه الكتابة والحكمة والتوراة" وذلك فى رقم (1). فمن أين جاء بتفسيره هذا وما الدليل عليه غير أوهامه؟ والملاحظ الدقيق قبل أن يغير القس فى مقاله أنه قال علمه الكتابة والنص القرآنى يقول علمه (الكتاب). وذلك حتى لا يسأله أى كتاب هذا الذى تعلمه يسوع من الله؟ هل هو التوراة؟ فإذا كان التوراة فبأى حق نسخ بعضاً من تعاليم التوراة؟ فإذا كنتم تؤمنون أن هذا بأمر الله فأنتم تؤمنون بأن الله قد نسخ بعض أوامره الخاصة بالتشريع ، وليس عليكم أن تدعوا أن النسخ فى الإسلام فقط!!
وإذا كان هذا الكتاب هو الإنجيل فأى إنجيل هذا الذى أتى به يسوع وأين هو؟ قد لا يعرف الكثير من النصارى أن عيسى عليه السلام قد سلم تلاميذه الإنجيل الذى نزل من الله ، وذلك تبعاً لكلام القديس اكليمندس الرومانى (30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد “أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....”؟ (الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص 97-98؟
لقد تكلمت عن ولادة يسوع الإله، ونسيت أن أتباعك سيسألونك:
هل الإله يولد؟
ومن الذى كان فى السماء يحكم العالم ويقوته بينما الإله فى رحم امرأة مدة من الزمن تُقدَّر بتسعة أشهر ، واستمرت إلى أن نضج وبلغ من العمر ما يعينه على الفهم وحسن التقدير؟
فهل انفصل اللاهوت عن الناسوت طوال هذه المدة؟
ومتى بدأ الإتحاد بالضبط؟
وأين ادعاء يسوع أنه اتحد مع الآب والابن؟
ولم تخبرنا هل كانوا ثلاثة قبل الإتحاد؟
وما حاجة الإله أن يتحد من اثنين آخرين؟
ولماذا اكتفى باثنين ولم يتحد مع أربعة أم خمسة؟
وهل اتحاده مع الابن والروح القدس زاد الإله قوة ومجداً أم أنقص من ملكوته أم زاد الإثنين الآخرين؟
وكيف يكون المولود إلهاً إذا كان الكتاب يقول إن الرب روحاً أى لا يُرى: يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) ، وأن كل من هو مولود من الجسد فهو بشر له جسد: (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39 ، وكان ليسوع جسداً وعظاماً ، الأمر الذى ينفى عنه الألوهية: (57وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ - وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. 58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ) متى 27: 57-60
لكن ما هو الخلاف بيننا على كون عيسى عليه السلام نبياً من أنبياء أولى العزم آتاه الله الكتاب والحكمة وعلمه من لدنه؟! إننا لا ننكر ذلك. ولا ينكره كتابك ، فهناك العديد من النصوص التى تؤكد أن عيسى عليه السلام كان معروفا للعامة والخاصة أنه نبى الله ، منها:
1- لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
2- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
3- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
4- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
5- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
6- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)
7- لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
8- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
9- أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
10- لوقا 24: 13-20 (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
11- يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
وكونه رسولاً من عند الله ليس بدليل على ألوهيته ، بل هو دليل على نبوته ، وأن الله هو الذى علمه وآتاه الكتاب. اقرأ ما يقوله لكم الكتاب الذى تقدسه: (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 48-50، وقوله: (.... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي) يوحنا 13: 20
(29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29 ، (47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».) يوحنا 8: 47
(24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
يوحنا17: 3-4، (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
وهذا ينفى ألوهيته ، لأن الله هو العالم ، وكان يسوع جاهلاً لولا فضل الله عليه ، وتعليمه هذا العلم لظل جاهلاً ، وأعتقد أن العقلاء يؤمنون أن الله هو العليم ولا يحتاج إلى أن يعلمه أحد. لقد كان يسوع نبياً يتلقى الوحى ، ولم يفعل شيئاً من نفسه ، أو يخبر إلا بما قاله الله له ، وذلك إرضاءً لله تعالى. الأمر الذى ينفى كونه متحداً مع الله أو يكون هو نفسه الله ، وإلا لكان إلهاً خواراً جباناً خشى عباده ولم يخبرهم أنه هو الله ، أو كان إلهاً ضالاً مضلاً ، لم يخبر عباده وتركهم يقتلونه ويدوسوا كرامته فى الأرض ليموت هذه الميتة التى تنسبونها إليه ويرفضها التاريخ والعقل والدين: (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31
فهل هذا هو الإله القدوس المنزه عن النقص والزلل؟ وهل الإله هو ملك اليهود وإلههم فقط أم إنه رسول من رسل نفسه حيث تؤمن أن الله الرسال هو نفسه الرسول المرسل إليه؟ فما الحكمة من هذه المسرحية؟
وفى الوقت الذى تؤكد فيه أن يسوع هو الله المتجسد لم تفهم قول الكتاب: يوحنا 1: 18 (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) ، على الرغم من أنك ذكرت هذه الفقرة! فكيف يكون هذا الكتاب من وحى الرب ، وهو يقول لك (لم يرنى أحد قط) ثم تدعى أنت أنه ظهر متجسداً فى رحم امرأة ، ومتضائلاً فى صورة عبد ، يكبره البقر وكثير من الدواب والناس والجماد ، ثم تُضفى عليه أنه هو الله الأكبر من كل الوجود؟!! ولم تقف عند ذلك بل تدعى أن الله هو الذى آتاه هذا الإنجيل الذى بين يديك ، وعلى ذلك فأنت تعلم وتؤمن أنه رسولاً من عند ونسيت قول كتابك: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16
ولم تفهم قول الكتاب إن الله ليس له شبيه ، لا إنسان ولا حيوان ولا أى شىء يشبهه فى هذا الوجود ولا فى غيره: (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟) إشعياء 40: 18
(25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25
(5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟.) إشعياء 46: 5
(6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ.) إرمياء 10: 6
وعندما طلب موسى من الله أن يراه: (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20
ويؤكد سفر إشعياء على هذه الحقيقة قائلاًً: (حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل) إشعياء 45: 15
ويؤكد ذلك المعنى يوحنا قائلاً: (اللهُ لم يره أحد قط) يوحنا 1: 18
فى الوقت الذى يناقض فيه كتابك وعقيدتك كل هذا وتؤمن أن (الله ظهر فى الجسد) وأصبح إنساناً تيموثاوس الأولى 3: 16 ، هذا فى الوقت الذى تصرخ نصوص الرب فى كتابك قائلة: إن الله ليس بإنسان ، ولا يمكن أن يتجسد ويأخذ جسد إنسان ، فيقول الكتاب: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟) عدد 23: 19
(9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)حزقيال28: 9
(هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.) حزقيال 28: 1-2
(9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
(40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40
ثم علِّم مريديك أن الحياة الأبدية التى تكلمت عنها هى الخلود فى الجنة ، وأن مفتاحها هو قول (اشهد ألا إله إلا الله وأن عيسى عبد الله ورسوله): (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)