المسيحية هى: " عدوان من حيوانات طفيلية و إمتصاص للدماء بواسطة ديدان تعيش تحت الأرض"
(الفيلسوف الألمانى: فريدريك نيتشه 1844-1900)
إن المصطلح المسمى بالغرب المسيحى لا يمكن فهمه بدون إستيعاب الإسهام الإسلامى فى تكوينه. و هنا فالأمر يبدو محرجاً للمافيا المسيحية التى تحاول طمس أو إخفاء الحقيقة فى كيفية أن يسوع (المسمى بالمسيح) إستطاع أن يختلق مسرحية "الصلب" و "القيامة" , أو فى تقرير ماهية السمات الحقيقية لتلك الشخصية. هذه المعلومات مخفية عن الخراف المسيحيين... ذلك أنه دائماً ما كان يصف أتباعه بالخراف... كما سوف نُبين لاحقاً. و يمكن للمرء أن يقول أن الإسلام ربما كان له أعظم التأثير الحضارى على الغرب المسيحى أكثر مما يُسمى بالتعاليم المسيحية، تلك التى لا تتميز إلا بجرائمها و تدميرها و وحشيتها ! التى يعجز عنها الوصف فى التاريخ ككل بما فيها تاريخ ما يسمى بالغرب المسيحى.
مثلما إستخدموا اليهود سابقاً و مثلما فعلوا و يفعلون مع كل منافسيهم من قبل فإن المسيحيين يستخدمون الإسلام الآن كطريقة للإسقاط النفسى لعدم التسامح و التعصب المتناهى و لكل المساوئ التى يحملونها بداخلهم.
عدم التسامح أو التعصب هو فى جوهره خوف من الحقيقة.
على العكس من اليسوع (المسيحى) فأن الرسول محمد يعلن أنه لا إكراه فى الدين.
علينا أولاً أن نوضح ماهية الإسقاط النفسى. المقصود بالإسقاط النفسى هو أن يقوم الشخص بإتهام أشخاص آخرين , و غالباً ما يكونوا منافسين له أو يضعهم فى خانة العداء معه, بصفات يعرف جيداً أنه يعانى منها... أو بمعنى آخر تعليق الغسيل القذر على حبال الآخرين و إتهامهم بأنهم مصدر ذلك الغسيل القذر بالرغم من علمه جيداً أنه مصدر تلك القذارة. و بهذه الطريقة فإن الشخص الذى يقوم بالإسقاط النفسى لا يريد فقط خداع المجتمع المحيط به و لكنه أيضاً يريد الهروب من تأنيب ضميره هو شخصياً.
و من أمثلة الإسقاط النفسى فى حالتنا هذه: الوحشية و البربرية اللامتناهية, الأعمال الوحشية, النفاق, التلاعب بالألفاظ و تسمية الأشياء بغير مسمياتها, تعمد التضليل و الخداع بالمقارنة بالغير بالباطل و العيب على الآخرين بما ليس فيهم , و كذلك إستفزاز الآخرين للرد على الباطل الذى يقال عنهم بالمثل؛ كل هذه أمثلة للأساليب و الخدع الأساسية المعتمدة للإسقاط النفسى التى يستخدمها مجرمى الفكر أو الدين و يخفونها وراء أقنعة يضعون لها مسميات مثل " الفئة الصالحة", "المتمسكين بالقيم الأخلاقية", " الشهداء", "القَسَاوسة"، "القديسون"، "البابوات" الخ.
إن الجرائم الدينية هى مسرحية رديئة و لكن يتم إخراجها بمكر شديد. و لكن عندما تكون للمافيا الدينية قوة سياسية كافية فأنها يمكن أن ترتكب جرائمها علناً دون أى محاولة للتخفى أو التستر. و عموماً فأن الجرائم التى ترتكب بإسم المسيحية هى غالباً من النوع المتستر, المخفى بأقنعة من الخداع والمكر الشديد.
إن هؤلاء المخادعون الذين يُدعون بالمسيحيين يخدعون ضحاياهم عن طريق سوء إستخدام تلك الثقة التى يمنحها لهم أولئك الضحايا. و على ذلك فهؤلاء الممثلين المُقنعين (الذين يلبسون أقنعة التقوى و الورع و التضحية من أجل الآخرين) المخادعين عليهم التظاهر دائماً ب " المحبة", "الصدق", " الثقة و الأمانة", أو أنهم دائماً على علاقة طيبة بالله, إلخ...و بمثل هذه الطريقة من الخداع يمكن لأى إمرأة تبدو ضعيفة و لا تخلو من المكر ، مثل تلك المافيا المسيحية المعنية، أن تطعن غدراً و أن تقتل زوجها القوى عن طريق طعنه فى ظهره و هو نائم مخدر لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
و عن طريق اللعب بالألفاظ و إستخدام الكلمة و عكسها فى نفس الوقت يمكن حبك الخدعة " أنا لست مجرم... بل أنا شهيد... أنا قديس"... و هكذا يمكن قلب الحقائق و إظهارها على أنها أكاذيب و إظهار الأكاذيب على أنها الحقيقة المجردة... إن المرء يحتاج إلى ترسانة ضخمة من الحيل للإيقاع بأولئك "ضعاف النفوس" (متى 3:5).
و الآن سوف َنُقدّمُ الدليلَ عن كيف يمكن لأحد ما أن يرتكب القتل , الإعتداء والأعمال الوحشية و يمارس مسرحية الخداع لمن حوله بأنه لا يفعل إلا الخير و الصالح . سنتناول الموضوع من حيث المبادئ الأولى للخداع ثم سنناقشه بالتفصيل.
كيف أمر المسيح فى العهد الجديد بإكراه الناس على إتباعه:
قارن بين ما يُقال فى الأناجيل:
مرقس 16:16
(من آمن واعتمد خلص.ومن لم يؤمن يٌدن)
لوقا 14 (16-23)
(16 فقال له المسيح:.انسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين.
17 وأرسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين تعالوا لان كل شيء قد أعد.
18 فابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون.قال له الاول اني اشتريت حقلا و أنا مضطر ان اخرج وأنظره.اسألك ان تعفيني.
19 وقال آخر اني اشتريت خمسة ازواج بقر و أنا ماض لامتحنها.اسألك ان تعفيني.
20 وقال آخر اني تزوجت بامرأة فلذلك لا اقدر ان اجيء.
21 فأتى ذلك العبد واخبر سيده بذلك.حينئذ غضب رب البيت وقال لعبده اخرج عاجلا الى شوارع المدينة وأزقتها وادخل الى هنا المساكين والمرضى والعرج و العمي.
22 فقال العبد يا سيد قد صار كما امرت ويوجد ايضا مكان.
23 فقال السيد للعبد اخرج الى الطرق والسياجات و الزمهم بالدخول حتى يمتلئ).
بينما القرآن يحث على حرية العقيدة:
البقرة (2) :الآية 256
"لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى لا إنفصام لها و الله سميع عليم"
و هكذا فإن هذا الشخص المُسمى باليسوع المدعو بالمسيح يحاول أولاً أن يكسب اللعبة بنزاهة كما فى المقاطع من 16 إلى 18 فى لوقا (14). و لكن عندما يفشل فى المكسب النزيه فأنه يحاول الكسب بأى طريقة حتى ولو عن طريق الغش (المقاطع من 18 إلى 20- لوقا (14)) (بالإدعاء بأنه إبن الله). و لكن لأن الغش لا يمكن تحقيقه سوى بالخداع فأنه يلجأ لأولئك الذين من السهل خداعهم و هم الذين لم ينالوا إلا حظوظاً ضئيلة فى الحياة (الفقراء , المرضى, العجزة و المقعدين).... إنه يرضى غروره بالإحسان إليهم و دعوتهم إلى مأدبته و فى المقابل يستغل مآسيهم فى الدعوة إلى نفسه على أنه إبن الله و ما أسهل أن يصدقه أولئك البسطاء الذين قست عليهم الحياة. و هذا بالضبط ما مفهوم المسيحية للإحسان... فهو إحسان بمقابل دائماً.
و هكذا فإن اليسوع (المدعو بالمسيح) يقلب الأوضاع الإجتماعية بطريقة شيطانية... فهو لا يستطيع أن يقترب من قمة الهرم الإجتماعى الذى لا يصدقه و لا يميل إليه... لذلك فهو يلجأ إلى قاع الهرم الممثل فى الفقراء و المرضى و العجزة و يتلاعب بهم و يخدعهم و يسميهم بأبناء الله و "ملح الأرض (متى 5:13)" و "نور العالم (متى 5:14)".
و متى إمتلأ هؤلاء المساكين بتلك الأفكار تبدأ الصراعات الطبقية و الحروب بين القاع و القمة و يبدأ التعصب و الإكراه و العنف بين المؤمنين الجدد المملوءين بالروح القُدس و الآخرين... و يحاول المنافقون من المسيحيين التغطية على ذلك بلوى الحقائق و إطلاق مسميات من قبيل "الضعف الإنسانى" لإخفاء وجههم الحقيقى الكريه. إنهم فى الحقيقة مجرد كذابون، مخادعون يحاولون التغطية على فسادَهم وغدرَهم وخداعهم للناس بتلك الكلمات المعسولة. ذلك أن السبب الحقيقى فى تلك الصراعات الموجهة ليس هو "الضعف الإنسانىِ" كما يدعى هؤلاءّ المنافقون المسيحيون لكنه الفساد الناجم عن الغدر و الخداع و الكلام المعسول الذى يخفى السم بداخله.
فى حين يأمر القرآن بعدم الإكراه فى الدين فإن ذلك المسيح المذكور فى العهد الجديد يصرخ فى عبده قائلاً (اخرج الى الطرق والسياجات وألزمهم بالدخول (إلى المسيحية) حتى يمتلئ).
و هكذا ففى جهة نجد محمداً يأمر بعدم الإكراه فى الدين بينما هذا المدعو باليسوع يلزم الناس بالدخول إلى بيته (عقيدته) قسراً واضعاً مبادئ الإرهاب النفسى و المادى و حتى إرهاب الدولة.
و هكذا..... يمكن المقارنة بين اليسوع (المسمى بالمسيح) و بين محمد الذى ينادى بعدم الإكراه فى الدين و بالتالى يؤكد حرية الإعتقاد
الفرق بين العهد الجديد المسيحى:
مرقس 16:16
(مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.)
و القرآن فى سورة البقرة (2) :الآية 256:
"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
هو الفرق بين:
- التعصب و التسامح
- حقوق الإنسان و الجريمة
- البربرية و الوحشية من جهة و بين الحضارة و التمدن
- القمع و الإنسانية.
- الوحشية باسم الدين و الدين الحقيقى.
و لا يمكن بأى حال من الأحوال لهؤلاء الممثلين الفاشلين أن يوصفوا بالمبجلين, الشهداء, المضطهدين, المقدسين أو الأباء الطاهرين إلا عن طريق حيل الخداع النفسى و على أخصها الإسقاط النفسى.
و بالتوازى, عن طريق عمليات الخداع و غسل الأدمغة التى يقوم بها النصارى فى البلاد التى يحكمونها فأن المسلمين يوصفون بأنهم حفنة من القتلة و الخارجين عن القانون يخططون دائماً لقتل ضحيتهم القادمة بالخداع و الغدر.
إن المافيا المسيحية التى تتبع نظام الإسقاط النفسى على الغير ينطبق عليها تماماً وصف اليسوع (المسمى بالمسيح) للفريسيين فى العهد الجديد بأنهم يُظهرون غير ما يبطنون:
(لوقا 11-39)
(فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً)
(لوقا 11-44)
(وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَ الْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!)
إن النزاع الحالى فى الشرق الأوسط يُشكل مادة خصبة لأعداء الإسلام يستغلونه لتشويه صورة الإسلام. إن بعض الأطراف التى ترفع الشعار الإسلامى تجد أنه من حقها قتال عدوها و من يساندونه و هم هنا يقعون ضحية لإنحياز الإعلام المسيحى الذى يستغل جهل العالم المسيحى بما يجرى أو بحقيقة الإسلام و يروج الأكاذيب بأن العنف و القتل و التدمير هو الوجه الحقيقى للإسلام.
و لميل المسيحيين الفطرى للدراما المؤثرة و ذرف الدموع و الخداع المستتر تحت عباءة العواطف الجياشة و الكذب بالفطرة , فأنهم دائماً ما يشتكون من إضطهاد للأقليات المسيحية فى البلدان الإسلامية. و يخفون عمداً و يتنكرون للحقيقة أن وجود تلك الأقليات فى البلدان الإسلامية و إستمرار بقاءها فى ظل الإسلام هو نتيجة لتسامح الإسلام و المسلمين مع تلك الأقليات. و لو كان المسلمين بتلك القسوة و العنف التى يروجون لها و لو كان المسلمين يعتمدون على آية مثل:
مرقس 16:16
(مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ)
لكانت تلك الأقليات قد إنتهت منذ زمن بعيد.... تماماً مثلما حدث فى البلدان التى خضعت لحكم المسيحية (الأندلس على سبيل المثال) فلقد تم القضاء على كل الأقليات الدينية فى تلك البلاد... و إستمر مسلسل القتل و القهر المسيحى قائماً إلى حين أنهته الثورة الفرنسية , و التى هى مضادة للمسيحية فى الأساس, بإعلان أول مرسوم لحقوق الإنسان فى أوروبا. لم يحقق المسيحيون حقوق الإنسان بل إغتصبوها.... و أول من نادى بحقوق الإنسان هم أعداء المسيحية الذين كانوا طلائع الثورة الفرنسية.
و الخلاصة أن المسيحيين مازالوا موجودين فى البلدان الإسلامية لأن الإسلام ذو توجهات إنسانية فى مقابل إجرام المسيحية ضد المسلمين حيث أن هدف النصارى دائماً هو القضاء على الإسلام.
و هكذا ينكشف الغطاء عن الكذب النصرانى فى قولهم:
متى 5: 44
( وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُم)
لوقا 6:27
(لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ . بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ. مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً)
و لوقا 6:35
( بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْبحون شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ)
و هذا مجرد وهم أما الحقيقة التاريخية الواضحة أن المافيا المسيحية المُسلحة أنكرت حق الوجود بالنسبة للمسلمين فى الأماكن التى تقع تحت سيطرتها أو تطالها السيوف المسيحية.
و بالتالى فأن تعامل النصارى مع المعتقدات الأخرى على مر التاريخ كان القتل.... القتل....ثم القتل حينما تسمح لهم الظروف بذلك (أبو غريب و جوانتانامو أمثلة).
ما الذى يمكن توقعه من منّ ضحاياهم يزيدون عن 300 مليون إنسان حتى الآن!.... أين هى الرحمة و الحب المزعومين!
و نظراً لإيمانهم العميق بكلمة ربهم فى:
لوقا 5:31
(فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى»)
فأنهم لبسوا لباس الأطباء... لا ليداووا بل لكى يشوهوا و يفتروا (من الإفتراء) و يسجنوا و يفسدوا و يهدموا و يقتلوا بوحشية و يحرقوا و يدمروا كل شيء ليس مسيحياً. وفى نفس الوقت , و ياللسخرية, يتشدقون باسم الحب و الإخاء و الإحسان و "أحبوا أعداءكم, و ما يسمى بالمبادئ المسيحية... إلخ"......هل يوجد من هو أكثر نفاقاً و خداعاً و كذباً من ذلك. يتحدثون عن الحب و هم يضمرون الكراهية و عن الإخاء و المساواة و أيديهم ملطخة بدماء ضحاياهم على مر العصور.
و الجريمة المسيحية تعتمد على التغطية السياسية و الإعلامية المحكمة حتى يمكن تصويرها فى الإطار الأخلاقى المطلوب و هو الأمر الذى يقوم به السياسيون الذين يتشدقون بالمبادئ المسيحية (مثل السيد بوش حاكم البيت الأبيض و السيد بلير حاكم شارع داوننج).... فإذا توفر الغطاء السياسى المطلوب تبدأ المذابح و الجرائم....و العصر الذهبى للمسيحية (فيما عدا العصر الحالى) هو العصور الوسطى و التى لم يتم الكشف عن كل الجرائم التى إرتكبتها المسيحية فى تلك العصور حتى الآن.
و لقد تغير الغرب الآن و لم تصبح الدول الغربية دولاً مسيحية مثل تلك فى العصور الوسطى..... و بالتالى لم يعد فى وسع المسيحية إيجاد الغطاء السياسى الكافى لمتابعة جرائمها كما كانت تفعل فى السابق (و إن كانت لا تزال موجودة فى العراق و أفغانستان). ذلك أن القيم الإنسانية الصرفة تغلبت فى معظم العالم الغربى على القيم المسيحية الوحشية... و ذلك بفعل مبادئ الثورة الفرنسية , و التى كانت معادية للمسيحية فى الأساس, و ما تبعها من تغيرات فى الفكر الغربى. و لكن هذا لم يمنع من ظهور حركات تتخذ من المسيحية غطاءاً لتبرير جرائمها اللاإنسانية مثل الحركة النازية بالرغم من محاولات المسيحيين التبرؤ من ذلك.... فهتلر كان يسير من نصر لآخر بمباركة الكنيسة الإنجيلية الألمانية.... و موسولينى كان يتبارك بمباركة البابا بيوس الحادى عشر الذى وقع معه إتفاقية لاتيران لإستقلال الفاتيكان فى عام 1929.
و يجنح بعض المسيحيين إلى الإشارة إلى وضع المسيح فى القرآن و إلى أنه من الرسل المشار إليهم بكل إحترام فى القرآن و يتناسون فى الوقت نفسه أن وصف المسيح فى القرآن يختلف عن ذلك المسيح المسخ فى العالم المسيحى.... فمسيح القرآن لم يُصلب فداء للبشر و بالتالى لم يقم من بين الأموات كما يدعى النصارى.... و هو بالتأكيد ليس إلهاً أو إبن الله كما يدعون...كما ينكر المسلمون عقيدة التثليث الشهيرة فى المسيحية. و بالتالى فعيسى المسيح فى الإسلام يختلف إختلافاً مطلقاً عن يسوع النصارى.
و يتنبأ الرسول محمد بعودة المسيح مرة أخرى ليحطم الصليب و يشهد بوحدانية الله و يتبرأ من كل ما نسبه إليه النصارى....
سورة النساء (4) : الآيات (157 – 159)
" وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)"
و بالتالى لن يضمن المسيح للنصارى الخلود فى الجنة كما يظنون بل سوف يكون سبباً , بشهادته على كفرهم , لعذابهم الأبدى فى الجحيم.
و بالتالى نجد أن المسيح الإسلامى يختلف عن يسوع النصارى و الذى هو فى الحقيقة تجسيدٌ للأفكار الشيطانية التى إبتدعها إبليس اللعين.
و لا بد أن الرسول محمد و أتباعه يتفقون معنا أن يسوع النصارى ما هو إلا إمتداد للتمرد الشيطانى على الإله الواحد و محاولته السيطرة على عقول البشر بإنكار وحدانية الله و عبادته هو شخصياً من دون الله تحت مسمى اليسوع!....
و السؤال هو: من يمثل الشيطان بصورته الحقيقية على مدار التاريخ؟..... هل هى المافيا المسيحية المسلحة التى عاثت فساداً على مر التاريخ أم المسلمون؟.....إن ما ينسبه المسيحيون لليسوع يفضح بشكل واضح أهدافهم الشيطانية....أولئك الذين يسميهم الفيلسوف الألمانى (فريدريك نيتشه – 1844- 1900) فى كتابه (ضد المسيح ص 49 ) بطفيليات قميئة تعيش على إمتصاص دماء الشعوب.... و يضاف إلى تلك الخطايا أن كل شيء شيطانى ينتج عن تلك المبادئ الخبيثة يتم تصويره بالصورة المغايرة تماماً.
إن المسيحيون ما فتئوا يصورون إلههم اليسوع بالشعلة المضيئة التى تضئ الطريق إلى الملكوت الإلهى.... و لكن الحقيقة , أن هذه الشعلة هى التى أضاءت الطريق لأفظع الحوادث الهمجية و الوحشية على مر التاريخ..... يبلغ عدد ضحايا المجازر التى إرتُكبت باسم المسيحية حوالى 300 مليون من البشر!
و الأكثر حقارة و فظاعة أن اليسوع الذى يعبده أولئك المسيحيون يبين لهم كيف يمكنهم خداع الناس و إرتكاب الجرائم و المجازر , و فى الوقت نفسه ينادون باسم الحب و الأخلاقيات , كى لا يكونوا أبداً موضعاً للمساءلة أو الإتهام أو حتى عذاب الضمير... إذ ينطبق عليهم القول فى سورة البقرة (2) :الآية (11):
" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)"
و هذا بالطبع يختلف إختلافاً تاماً عن عيسى القرآنى.....
فاليسوع يمكن إستشفاف شخصيته من الأناجيل على أنه كذاب, مخادع, مجرم و مدان بالصلب لأنه إرهابى....
و مع كل هذا فالمسيحيون يعبدونه كإله... ماذا يمكن أن ننتظر من أناس يعبدون إله فيه كل هذه الصفات...!
ثانياً.... الكذب و الخداع المسيحى و كيف يحجبهم هذا عن المنطق و العقل:
ليس هناك إختلاف بين المنطق والحقيقةِ، فالعلاقة بينهما علاقة سببية فالمنطق هو الأداةُ التي تَكتشفُ الحقائقَ. و كُلّ حرب على المنطق هى فى الواقعِ حربُ على الحقائقِ لمصلحة الأكاذيبِ والخداعِ والغدرِ. و هذا يتجلى فى الدوافع المسيحية الخفية.
إنّ الخلافَ الأساسيَ بين الإسلامِ والمسيحية سببه مكرِ اليسوع. من أول نظرة، يَبْدو اليسوع َ بريئاً و لكنه مشوّهَ مِن قِبل "ثماره"، " وبمعنى آخر: مِن قِبل أتباعه المسيحيينِ. و هذا يبدو واضحاً جلياً فى الإسلام.... فعيسى النبى الرسول فى الإسلام يختلف تماماً عما أراده أشرار المسيحية أن يصوروه بالسم اليسوع الإله... و سوف نوضح فيما بعد أن هذا اليسوع ما هو إلا مخادع.
على أية حال، من البداية أُريدُ إيضاْح أننى لَسَت مسلماً وأن َنيتى ليس هى الدِفَاع عن الإسلام، مطلقاً. إننىّ كمُؤلفَ لهذه الأطروحة مُلزَمُ فقط بالحقائقِ المجردة. و إننى أتّفقُ مع الفيلسوفِ الألمانيِ آرثر شوبناور (1780 - 1866) فى أن الأديانِ التوحيديةِ متوحشة. و لكن فى جميع الأحوال, فأن الطائفة المسيحية الغادرة هى أسوأ الجميع. فهى تَتجاوزُ كل حدود الوحشية و الفساد و الدموية أرتكبها بنو البشر على مر التاريخ. لقد إرتُكبت بعض الأمور الوحشية أيضاً باسم اليهودية و الإسلام.... و لكن يبدو الإختلاف حين يكون قائد هذه الطائفة أو ذلك الدين أو الملهم له مرفوع إلى مرتبة الإله.... و بالتالى فإن الإكراه يعتبر شيئاً واجباً لإلزام غير المؤمنين و بالتالى يتم القضاء على حرية العقيدة بينما محمد... الذى هو ليس إله و لكنه بشر نبى... يدعو إلى حرية الإعتقاد.
على أية حال، هناك إختلاف كبير إذ أن المسيحيون يُمثلون جريمة الإكراه الدينى بكل مساوئها و يلعبون لعبة الإكراه منذ البدايات الأولى لهذا الدين... و بالتالى يكون من المنطقً أن يتجاوز الإرهاب و التعصب المسيحى كل الحدود و الخطوط الحمراء. و بهذا المنظور يمكن أن نتفهم كيف أن المسيحيين المتعصبين يخافون من الحقائق وكذلك من العلم الذى يمهد الطريق لمعرفة الحقيقة...و يبدو هذا جلياً فيما ورد فى سفر رؤيا يوحنا ثم فيما بعد بصورة أوضح فى كتابات ذلك المُدعو ترتليان (160 – 222 م) ( و هو من الأباء الأوائل المؤسسين للمسيحية و صاحب كتاب (الرد على الإنتقادات) و فيها دفاع عن المسيحية ضد الهرطقة و الوثنية... و صاحب نظرية أن الكنيسة هى صاحبة الحق الوحيد فى بيان ما هو مسيحى أو غير مسيحى... و ما هو حق و ما هو باطل)....
رؤيا يوحنا اللاهوتي (22: 18 – 20):
( 18 لأني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب.
19 وان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب
20 يقول الشاهد بهذا نعم.انا آتي سريعا.آمين.تعال ايها الرب يسوع )
و طبقاً لهذه الإدعاءات التى وردت فى تلك النبوءة....فأن الحقيقة قد ظهرت و إنتهى الأمر.... و ما على البشر إلا الإنتظار لحضور المُخلص (الرب يسوع) أو جودو فى رواية بكيت الشهيرة (عودة جودو)... الذى سيجيب عن كل الأسئلة الحائرة أو المُعلقة فى اليوم الموعود أو ما يسمى بالقيامة. و فى الإنتظار فأن كل من لا يؤمن بهذا الكلام يحذف الله نصيبه من سفر الحياة.... أى أن يموت.... و لكن بيد منّ.... ليس بيد الله و لكن بيد المسيحيين المُنتظرين لعودة المُخلص....فلا مانع من التسلّى بقتل الكفار أثناء الإنتظار... فهم موتى على أى حال!
و لكن لِم لا يتم الإنتظار حتى يومِ الحساب؟ الجواب: لأن المسيحيِين يستخدمون بعض العبارات مثل "السماء"، "الإله" ، "الأبّ" ، "الشيطان" ، "الجحيم" ، "العقاب الأبدي "، " إبن اللهِ " ، "الحبّ" ، " الهرطقة" ،الخ.....كوسيلة لتخويف بنى البشر لإستعبادهم بوهم الدخول لمملكة الرب... و هذا بالضبط ما يريده الكهنة و رجال الدين المسيحى. و بالرغم من أن البروباجندا المسيحية التى تدّعى الإيمان هى فى الواقع لا تؤمن بأى شيئ مما تقوله...فإنها تروجه كوسيلة للسيطرة على البشر و العالم أيضاً.
و بينما نجد فى سفر التثنية (4 – 2):
(لا تزيدوا على الكلام الذي انا اوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها.)
نجد أن اليسوع يعترف بأنه أخفى بعض الحقائق
يوحنا 16: 12
(إن لي أمورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن)
لأن تلاميذه المرضى و الذين يحتاجون إلى طبيب
لوقا 5 : 31
( فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى)
لا يستطيعون إحتمال تلك الحقائق. و من فقرة سفر التثنية...فأن العهد القديم يوضح بجلاء أنه كامل و لا يحتاج إلى أى إضافات لأنه الوصايا الإلهية.... و يعنى هذا أن إضافة العهد الجديد على أنه وصايا الرب إلى العهد القديم هو خطيئة لأنه زيادة على كلام الرب!...بل و يمكن إعتباره تجديفاً و إعتداءاً على الكلام الإلهى لأنه زيادة على كلام الرب... و بالتالى فكلمة الرب المذكورة فى الإنجيل هى خطيئة فى نظر إلى الكتاب الذى ينتسب إليه الإنجيل و سماه بالعهد القديم من باب الإدعاء و الإيحاء بالتساوى بين كلمة الرب عند اليهود ثم كلمة الرب الجديدة!... و هكذا ينقض العهد الجديد كلمة الرب فى العهد القديم و التى حذر الرب من الزيادة فيها أو نقصانها!
على أية حال، بعد أن تمكن هؤلاء المراوغين المحتالين من تمرير تزييفهم للحقيقةَ و تمكنوا من الإضافةَ إلى التوراةِ بالرغم من أنّه شيئ محرم بنص التوراة ذاتها...وبعد ذلك يحذرون الناسَ بعد ذلك بأنه لا شيءِ يُمكن أن يُضافَ إلى ما أضافوه، بمعنى آخر، أنهم يُحرمون على الآخرين و من سيأتى من بعدهم من فعل ما فعلوه هم بذاتهم.
و المرء لا يمكن أن يرى العبارة (لأن المُعلق ملعونُ مِنْ اللهِ) (خروج 21:23) كعبارة معزولة فى الكتاب المُقدس.... لا علاقة لها بما قبلها أو بما بعدها....و كذلك العبارتان (لا يكن لك آلهة اخرى امامي) (خروج 20 : 3) و (لا تزيدوا على الكلام الذي انا اوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها) (تثنية 4 :2) تصفان المسيحيين كمعتدين على قدسية الكتاب المُقدس بعبادة آلهة أخرى غير إله التوراة (المسيح) و كذلك لزيادتهم فى كلام الرب (العهد الجديد). و العهد الجديد يُمجد أولئك الذين وصفهم اليسوع بأنهم (المرضى المحتاجين إلى طبيب ) (لوقا 5 : 31)....بأنهم (ملح الأرض) (متى 5 : 13) أو (نور العالم) (متى 5 : 14).
على خلاف "العهد الجديدِ" المسيحيِ، فالقرآن الإسلامي لا يُعدل أو يضيف إلى التوراة. يَقُولُ محمد بأنّ توراةَ (اليهود) بالإضافة إلى ما أضافه المسيحيين إليها (إنجيل ورسائل) هى مجرد تزييفَ لكلمةِ اللهِ. هل من المُمْكِنُ معارضة محمد بخصوص الكتب المقدّسة المسيحية؟ هل من الممكن التمييز بين ما هو حقيقى و ما هو حقيقى فى العهد الجديد؟....مستحيل
لذا فبخلاف ما يُسمى بالعهد الجديد الذى يستمد من التوراة تشريعاته و إثبات أنه كلمة الله.....فالقرآن لا يستند إلى التزييف الذى حدث فى التوراة أو العهد الجديد ليُثبت أن هو أيضاً كلمة الله. فالقرآن هو إعادة كلمة الله التى نزلت من قبل فى التوراة و الإنجيل الصحيحين قبل أن تمتد إليهما يد التزوير.ِ فالقرآن هو كلمة الله الصحيحة التى لم تمتد إليها يد التزوير أو التحريف. و لهذا فالمسلمون ليسوا بالضرورة مطالبون بدراسة التوراة اليهودية أو العهد الجديد المسيحى كي يُؤمنوا بالله.
أي مسلم قَدْ لا يتِّفق معي فى كل ما أقوله....ذلك أن وصفِ محمد للسيد المسيح و هذا الذى أتكلم عنه هنا يَختلفان تماماً. و لكن يُشيرُ محمد بوضوح أيضاً إلى أن الإنجيل المُوحى به إلى يسوع لا يمكن أن نجده فى العهد الجديد المسيحى....بل يمكن أن نجده فى القرآن. و النبى محمد هنا على صواب فى أن الكتب المسيحية ما هى إلا تحريفات و تزوير لكلام الله المُقدس.
أين الحقيقة فى هذه المسرحية السخيفة؟ و ماذا تعنى الحقيقة بالنسبة لأبطالها؟....أنا لا أَستطيعُ أن أَحْكمَ على قرآن محمد. و لكنى هنا أناقش الكتب المقدسة بالنسبة للمسيحيين و أدرسها جيداً لأنقدها.... و ها أنا أصل إلى نفس النتيجة التى يخبرنا بها قرآن محمد....أن هذه الكتب مُحرفة و ليست أصلية بالمرة.
اللاعبون الخفيون ذوى الاقنعة فى الإيمان المسيحي لا يؤمنون فى الحقيقة بأشياء من قبيل "يومِ الحساب" "الجحيمِ" و"الملأ الأعلى" الخ. ، الممثلون الأساسيون فى مسرحية المسيحية يوظفون تلك العبارات لخدمة مصالحهم....إنهم لا يؤمنون إلا بالجرائم التى يرتكبونها فى حق منافسيهم أو من يضعونه فى مرتبة العدو....فهم يرتكبون الجرائم فى حق (لاعنيهم) بدلاً من مباركتهم!
و تلك بالضبط هى الحاله المسيحية فالغدرُ و إنعدام التسامح هى أهم ما يميز المنتمين لهذا الإيمان. فالمسيحيين هم فى الواقع كذابون، مخادعون ومتعصبون. و التعصّب هو فى الواقع الخَوْف من مواجهة الحقائقِ!
و بالتسبب فى مقتل ما يزيد عن 300 مليون شخص برئ حتىّ الآن، فالمسيحية يكون لها مكان الصدارة بين الجرائمِ المُنظَّمةِ! بل تتفوق على أعمال هتلر وستالين الوحشية مجتمعين.
و المسيحية تشابه التنظيمات السرية من حيث وجود نوايا خفية تختفى دائماً خلف الكلام المعسول... و المسيحى الذى يدعى أنه متدين يتشدق دائماً بالمُثل العلياَ ("الحبّ"، "الإلتزام"، "الحقائق" الخ. ) فقط لكي يتمكن من النفاذ إلى قلوب الضحايا المُسْتَهْدفينَ, بغرض أن يبث فيهم شعوراً مزيَّفاً بالأمان، بمعنى، أن يتمكن من السيطرة عليهم بكلامه المعسول. و الحديث عن المُثل العليا فى المسيحية ما هى فى الواقع إلا كحصان طروادة... الهدف منه ليس شكله الجميل أو أن يكون هدية و لكن الغزو و السيطرة و إخضاع المُتلقى.
عُموماً، الغرض الرئيسى من الإيمان المسيحى.... و الذى يريده بالضبط الممثلين فى تلك المسرحية...هو تحويل العبودية لله إلى عبودية لليسوع المسيحى و من يحكمون و يتحكمون باسمه.
الأب ترتليان (Tertullian) (حوالى 222 م ) عبّرَ الإيمان المسيحي بقوله:
)بعد مجيئ المسيح فلا حاجةٍ بنا إلى عناء البحث أكثر من ذلك، و لَيس لنا أن نبحث فى أصول الأناجيل بعد أن أقرت تلك الأناجيل. يكفينا الإيمان شيء و لا نرغب بأى شيئ سواه أو إلى جانبه. لأن أول شيء بالنسبة لنا هو الإيمان. و لا شيء يعنينا سواه)
و الأداة المسيحية المسماة بالإيمان المسيحى يتم تمريرها كشيئ مصمت غير قابل للتحليل أو الفتح لمعرفة خباياه- و يتم تصويره على أنه كامل متكامل لأنه إلهى مقدس كما يدّعون – و هو بالتالى لا يَحتاجُ أيّ شيئ آخر على جواره .... و أى شيئ آخر عدا الإيمان المسيحى أو يتعارض معه هو محض هرطقة و تدمير لهذا الإيمان المُقدس. فعلى سبيل المثال العداء ضدّ العِلْمِ مثلما حدث مع حالة جاليليو الجليلى، إخفاء الكتب القديمةِ للفلاسفة القدامى مثل أفلاطون وأرسطو (تلك التى لم تظهر إلا فى القرن الثالث عشرِ! ). التعصّب والإرهابِ عن طريق الجريمة، و القتل بشكل فردى أو بشكل جماعي) كلها مبنية على تلك الحكمةِ، التي قالها ترتليان.
كُلّ شيء قد تأسس بمثالية بواسطة الآباء الأوائل للمسيحية... و أى مساس بهذا الأساس يعتبر جريمة فى نظر الممثلين فى هذه المسرحية المسماة بالمسيحية.
الممثلون فى ما يسمى بمسرحية الإيمان المسيحى لديهم قدرة عجيبة على قلب الحقائق و جعل الكذب حقيقة و الحقيقة كذباً.... و شعارهم دائماً هو (إن لم تكن أسداً...أكلتك النعاج)..... و هكذا فهم يمضون فى مخططاتهم الدموية بالتنصير بالعنف طالما أمنوا ألا يحل بهم أى لوم أو عقاب. و إذا كان لديك شك فيما أعرضه هنا يمكنك مراجعة أقوال ترتليان السابقة و كذلك سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22 :
(18 لأني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب.
19 وان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب)
فالإثنان يخلُصان إلى أن الإيمان المسيحى وحده هو الصحيح أما ما عداه فهو خطأ!. فما يُسمى بالإيمان المسيحي لا يُمْكن أنْ يُهتَمَّ بالعِلْمِ الحقائقِ لأنهما يُهدّدانِ ما يعتمد عليه من خداعَ. فالمسيحيون الذين يتشدقون بالإيمان يخسرون المعركة أمام العلم و الحقيقة و لن ينتصروا فيها أبداً.
و فى خضم الحديث عن المسيحية و الإسلام فنحن لا يجبُ أَنْ نغفل أن المؤمنين المسيحيِين الأوائل أبادَوا كُلّ شيءَ من العلم و المعرفة كان موجوداً من قبل و أحلوا مكانه معتقداتهم و كتابهم المُقدس باعتباره كتاب الحياة. و بهذه الطريقة فأن العقل المسيحي والعقل النازي يتطابقان. فهتلر أمر بحرق كل الكتب التى تنتقد النازية أو لا تخدم الأهداف النازية....تلك العملية التى قام بها بكفاءة وزير دعايته جوزيف جوبلز فى ما يسمى بليلة البلور المكسور....و أيضاً هتلر أمر بتحْطيم قاعدةِ الحياةِ الإقتصاديةِ للشعب الألمانى و أمر بتدمير كل قواعد الصناعة الألمانيةِ الكبرى عندما أيقن بهزيمته فى الحرب العالمية الثانيةَ. كذلك فطلائع الإيمان المسيحى أرادوا حِرمان أممِهم المُسْتَعْبدةِ من كل أساسياتهم المعرفيةِ التى اكتسبوها عبر العصور....وبتوجيه من الإمبراطورِ المسيحى, سيئ السمعةِ قسطنطين، ذلك الذي قَتلَ عائلتَه بالكامل تقريباً، دارت عجلة التدمير و الإرهاب المسيحى و كانت الأوامر أن المسيحيين الجُدد فى الإمبراطورية يجب أن يكونوا عبيداً للاعبين الجُدد على المسرح....و هم الآباء الأوائل المؤسسين للإيمان المسيحى ولا شيءَ غير ذلك ...إقطعوا صلتهم بماضيهم و أوحوا لهم أن حاضرهم و مستقبلهم يرتبط بمدى عمق إيمانهم المسيحى فقط.....لا شيئ آخر سواه.
في سرابيوم بالأسكندرية (مصر)، كانت توجد المكتبة الأكبر فى لعالمِ القديمِ،تلك التي حوت كُلّ أساسيات العِلْمِ والمعرفةِ العالمِية آنذاكِ. إحترقتْ بالكامل قِبل الإرهابيين (المؤمنين) المسيحيين. لقد إحترقت من قبل...جزئياً... فى العامِ 47 قبل الميلاد على يد يوليوس قيصر. و لكن الإرهابيون المسيحيون أنهوا عليها كلية تنفيذاً لوصايا الكتاب المقدس بأنه لا يوجد كتب إلا كتاب الحياة المسمى بالكتاب المقدس. و حتى وقتنا الحاضر لم يتم تعويض تلك الخسارة الفادحة التى كلفت البشرية كلها قروناً من الظلمات و التخلف بفضل إرهاب تلك المجموعات المسيحية التى تدعى الإيمان… في السَنَةِ 529 بعد الميلاد قام إرهابيون مسيحيون بإغَلاق أكاديميةَ أفلاطون , تلك التى تأَسّسَت في العامِ 385 قبل الميلاد.
و مديرة تلك الأكاديمية الأخيرة كانت إمرأة إمتهنت التدريس و تم تُعَذَيبهاَ وقتلها مِن قِبل الإرهابيين المسيحيينِ. ِ فقط لأن هناك لا شيء مسموح له بمخاطبة عقول الناس إلا تلك الأكاذيبِ والضلالات التى يسميها أولئك الممثلون الرديئون بالإيمانِ المسيحىِ. و كذلك مَنعَ هؤلاء الحقمى والإرهابيون المسيحيونُ كتاباتُ "الوثنيين" مثل تلك الخاصة بالفلاسفةِ القدماءِ أمثال أفلاطون و أرسطو.
وحتى في السَنَةِ 1209 ميلادية أمر مجمع كنسي كاثوليكي في باريس بتحرّيمَ قراءة كتب الفيلسوفِ اليونانيِ أرسطو. و لكن لحسن الحظ في القرن الثاني عشرِ، فإن كتب أفلاطون، و أرسطو جاءَت إلى الغربِ البربريِ المسيحيِ عن طريق العرب المسلمين الذين فَتحَوا جنوب إسبانيا (الأندلس) وأَسّسَوا بحثاً علمياً وتعليمَاً متطوّراً هناك. لذا، و بسبب المسلمين و رغماً عن الحقمى الإرهابيين المسيحيينَ فنحن اليوم يُمْكِنناُ أَنْ نَقْرأَ اللغة اليُونانِيَّة القدِيمَةَ و أن نتعرف على فلسفة اليونان و مدرسة الأسكندرية الفلسفية القديمة. و الفيلسوف الألماني المشهور جورج ويلهيلم فريدريك هيجل (1770 – 1831) يشير إلى أنه:
(فى إسبانيا كانت العُلومِ العربية تَزدهرُ إلى حد كبير، خصوصاً فى جامعةَ قرطبة بالأندلس التى كَانتْ مركزاًَ للإطلاع و تلقى العلوم المختلفة؛ و الكثير من طلبة العلم الغربيون سافروا إلىَ هناك، مثل البابا المشهور سيلفيستر الثّاني. الذي هَربَ إلى إسبانيا فى بداية حياته كراهب للدِراسَة بين العرب.)
ما هذا المنطق المجنون الذى تتمتع به العقلية المسيحية؛ ففى الوقت الذى كان يتم فيها قمع و إرهاب العلم و المتعلمين باسم المسيحية , نجد أن أعلى سلطة فى ذلك الإرهاب و القمع , و ها هو البابا يَزْحفُ سراً إلى الأندلس و يندس بين المعارضين لإيمانه (المسلمين) لإكتِشاف حقيقة ما يعاديه و يقمعه. . . و بدلاً من رد الجميل للمسلمين....خضع المسلمين ضحايا للإسقاط النفسى المسيحى, حيث قام أصحاب الإيمان المسيحى بإسقاط كل ما تحمله نفوسهم من عنف و عدم تسامح و فساد على المسلمين.و لكي يَتفادوا التفوق المعرفى و العلمى الإسلامى عليهم فقد سمحوا فى بدايات القرن الثالث عشر بقراءة كتب الفلاسفةِ القدماءِ التى منعوها من قبل... و هكذا يضيف هيجل:
(إن الإيمان والنمطية الإكليروسية التى تعتمد فقط على الدوران حول نفسها لم تغير هذا التصرف بخصوص العلم و لكنها فقط سمحت بأن تكون كتابات أرسطو أكثر شيوعاً)
إن التقوقع داخل النفس و الدوران حولها هو الذي أوهم البرابرة المسيحيينِ وأُقنعهمَ بأنهمْ أصحاب عظمةَ ثقافيةَ وروحيةَ و أنه لا يوجد شيئ أعظم و أفضل مما يسمونه – على سبيل التأدب - بأنه الإيمان المسيحى. و الدجالون المسيحيون المسمّون برجال الدين يَجِبُ عليهم أَنْ يسلموا أنفسهم عبيداً لشياطين و إرهابيى الفاتيكان و أن يقسموا لهم قسم الولاء. و بدلاً من الإكتفاء بالدوران حول الذات فأن الإيمان المسيحى يتضمن كذلك الأكاذيبِ و الخداع أيضاً، لأن ذلك الهراءِ والتخريفِ، و الذى يسميه المسيحيونُ بعلم اللاهوت لم يكتفى بالدوران حول الذات و تمجيد ذاته فقط و لكنه و بشكل مضحك يُزيّفُ قيم روحية و ثقافية ينسبها إلى ذاته. بمعنى آخر: ماذا تتوقع أن تَكُونُ النتيجةَ إذا ما تلاعب فكر بربرى وإرهابي بالقيم الفلسفيةِ؟
و هم لا يزالون كما كانوا مجرد حفنة من الحمقى، و سيظلوا دائماً كذلك، يحاولون خداع البشرية و توجيهها على إعتبار أن الأسافل أو المرضى (لوقا 5 : 31) هم الأخيار و يقمعون الأخيار الحقيقيين باعتبار أنهم أسافل بنفس الأسلوب. و تمكنوا بمثل هذا المنطق السقيم أن يُصبحوا أساتذةَ الفلسفةِ في البلدانِ المُسْتَعْبدةِ والمُفسَدةِ مسيحيا لأن الحكم هو سلاح فى يد هؤلاء الإرهابيين المسيحيين.
و سَيَبْقى الحال هكذا طالما بلدان مسيحية غربية أَو أخرى، يسلمون أنفسهم إلى طائفة من الغشّاشين والإرهابيين ("النفوس مريضة": كما يصفها يسوع) كموجهين أخلاقيين. و هذا الخنوع لن يكون بلا ثمن, فهؤلاء الرعاة "المؤمنين, الأخلاقيين" سوف يوجهون خرافهم فيما يحقق مصالحهم هم فقط. و الضرر الذى ينجم عن ذلك لن يصيبهم هم أو من يستعبدونهم فقط بل سيمتد ليشمل كل قطاعات المجتمع.
و تلك الجبالِ مِنْ جثثِ ضحايا المسيحية على مر التاريخ ليست إلا قمة جبل الجليد. فما الذى يمكن أن تَتوقّعهُ من حفنة من الغشّاشين والقتلةِ وبرابرة وإرهابيين يعبدون إلهاً حُكم عليه بعقوبة الموت صَلباً إذا ما أصبحوا هم الذين يضعون المعايير الأخلاقية السائدة فى المجتمعات.
والغربِ "المسيحيِ" يَدِينُ بالَشْكرُ إلى المنافسين المُحتَقَرينِ "المسلمون"، كثيراً, أكثر مِنْ التاريخ الإرهابي المسيحيِ - و هل يَتجاسرُ مؤمن مسيحى واحد و يدّعى بجدية أن التعذيب، و المحارق، و معاداة الساميَّة، و تلك الجبالِ مِنْ جثثِ ضحايا المسيحيةِ، أو إختصاراً.... الإرهاب المسيحى, كانت منفعة للغرب؟
كل تلك الموبقات التى مارسوها على مر التاريخ كانت بسبب قساوة قلوبِهم وفسادِ أرواحِهم بإدعائهم أنه يجب ألا يكون هناك شيئ سوى هذا الخداع الذى يسمونه "إيماناً"! هَلْ ساءلت نفسك حقاً بأنّهم يحاولون فرض مُدان بعقوبةِ الموت على الصليب كمخلص مزعوم للبشرية....شخص مُدان بتهمة الإرهاب هو الإله!
و إذا كان المسيحيونِ قد تخلّوا عن َقْمعَ العِلْمَ، و الأديان ووجهات النظر الأخرى الآن...هذا القمع الذى مارسوه في العصور الوسطى، فهذا ليس بسبب أيّ إستِماع إلى صوت العقل لكن لأن خصومَهم سوف يستفيدون جدياً بهذا القمع و يتقدمون بينما يتأخرون هم. فالعقائد المسيحية بالإضافة إلى فسادِها ما زالتَ بدون تغيير، و لكن قابلية المُعتقدين بها على فرضها بالقوة هى التى تضاءلت و بالتالى أتاحت الفرصة للغرب فى التقدم.
بينما نجد على الناحية المقابلة، الإسلام يحث المسلمين على العلم و إنفتاح العقول و لا يقمع العلم أو العلماء.