يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج", وهناك قصة الصحابي الذي لم يجد فيها خاتمَ حديدٍ, ولم يكن مستطيعًا للباءة, ومع ذلك زوجه الرسول صلى الله عليه وسلم, فكيف نجمع بين هذا وهذا؟ فهل أتوكل وأقدم على الزواج أخذًا بهذه القصة وأخذًا بقوله تعالى: "إن يكونوا فقراء يغنهم الله"؟ أم أحجم وأنتظر إلى أجل غير معلوم حتى أكون مستطيعًا للباءة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس هناك تعارض بين الحديث المذكور وبين مضمون القصة المشار إليها حتى نحتاج إلى الجمع بينهما, فالحديث يأمر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم العاجز عن مؤن النكاح وينصحه بما يعينه على كبح شهوته وهو الصوم, ولا يدل بوجه من الوجوه على أن العاجز عن تكاليف النكاح لا يتزوج لو وجد من ترضى به على حاله, وهذا - نعني زواج العاجز عن المهر بمن رضيت به - هو الذي يؤخذ من القصة فلا تعارض البتة, أما من كان عاجزًا عن الباءة ولم يخش الوقوع في الفاحشة, فإنا ننصحه بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصبر والصوم, فإذا وجد من ترضاه بحاله فليتزوج .
والله أعلم.