فقد منَّ الله عليّ بلحية طويلة جدًّا, ولكنها خفيفة, ونظرًا لشكلها الغريب - خاصة عندما يأتي عليها نسيم الهواء فيحركها يمنة ويسرة - فقد تعودت أن ألفها بحيث تظهر بمظهر مقبول, وفي نفس الوقت أكون قد تفاديت الوقوع في محظور شرعي بحلاقتها, وبعد عدة سنين اكتشف أحد زملائي الأمر فنصحني بأن أطلقها في وقت الصلاة فقط؛ لأن ذلك يعتبر من كفت الشعر المنهي عنه في الصلاة, فما حكم كفت شعر اللحية في الصلاة بهذه الكيفية التي ذكرت؟ لا حرمنا الله فضل علمكم, وسعة صدركم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر العلماء في معنى حديث: ولا نكفت الثياب والشعر. أن المراد به شعر الرأس, قال في نيل الأوطار: قوله (ولا يكف شعرًا ولا ثوبًا) المراد بالشعر شعر الرأس, وظاهره أن ترك الكف واجب حال الصلاة لا خارجها.
وقال في فيض القدير: (ولا نكفِتَ) بكسر الفاء وبالنصب, أي: لا نضم ولا نجمع, فهو بمعنى ولا نكف, ومنه: {ألم نجعل الأرض كفاتًا} (الثياب) عند الركوع والسجود في الصلاة (ولا الشعر) الذي للرأس، والأمر بعدم كفهما للندب.
وقال ابن حجر على تبويب البخاري في كتاب الأذان: باب لا يكف شعرًا: قوله: (باب لا يكف شعرًا) أي: المصلي, ويكف ضبطناه في روايتنا بضم الفاء وهو الراجح, ويجوز الفتح, والمراد بالشعر شعر الرأس. أهـ.
وعليه: فلا يظهر أن ما تفعله داخل في النهي المذكور
والله أعلم.