كنت أتصفح برنامج المكتبة الشاملة فبحثت عن صوم داود, فوجدت حديثًا غريبًا جدًّا في صحيح البخاري، يبدو شيطانيًا - والعياذ بالله - يتضمن الكلام عن وسادة, وقد بحثت في برنامج مكتبة طالب العلم الكبرى عن صوم داود فوجدت الحديث في باب "من ألقي إليه وسادة", ولم أقرأ الحديث, لكني أود أن أعلم ما إذا كان الحديث موجودًا فعلًا في صحيح البخاري في باب "من ألقي إليه وسادة" أم لا، حيث إنه ليست لدي نسخة ورقية عن صحيح البخاري, وأنا لا أثق في برامج الأقراص المضغوطة والإنترنت.
شكرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ندري ما الذي استوقف السائل في هذا العنوان، وحمله على إطلاق السفه من القول في جانبه؛ إذ لا يجوز لأحد بحال أن يطلق مثل هذه الألفاظ في جانب الأحاديث النبوية الصحيحة، ولا أن يعترض على السنة بادئ الرأي، والواجب على من صدر منه هذا القول أن يتوب إلى الله تعالى منه, ثم لا يعود إلى مثله أبدًا.
أما عن هذا الحديث فهو حديث صحيح خرجه البخاري وغيره، ولفظه عند البخاري: حدثنا إسحاق، حدثنا خالد، ح وحدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عمرو بن عون، حدثنا خالد، عن خالد، عن أبي قلابة، قال: أخبرني أبو المليح، قال: دخلت مع أبيك زيد على عبد الله بن عمرو، فحدثنا: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي، فدخل عليّ، فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف، فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال لي: «أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام» قلت: يا رسول الله، قال: «خمسًا» قلت: يا رسول الله، قال: «سبعًا» قلت: يا رسول الله، قال: «تسعًا» قلت: يا رسول الله، قال: «إحدى عشرة» قلت: يا رسول الله، قال: " لا صوم فوق صوم داود، شطر الدهر: صيام يوم، وإفطار يوم"
وهذا الحديث من مكارم النبوة, وفيه فوائد عظيمة, قال ابن بطال: قال المهلب: فيه إكرام السلطان والعالم وإلقاء الوسادة له, وفيه: أن السلطان والعالم يزور أصحابه، ويقصدهم في منازلهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه من دينهم, وفيه: جواز رد الكرامة على أهلها إذا لم يردها الذي خص بها؛ لأن النبي عليه السلام لم يجلس على الوسادة حين ألقيت له، وجلس على الأرض, وفيه: إيثار التواضع على الترفع، وحمل النفس على التذلل, وفيه: أن خدمة السلطان يجب أن يعرف كل واحد منهم بخطته.
والله أعلم.