موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 الوعــود البلفوريــة‎

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

الوعــود البلفوريــة‎ Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

الوعــود البلفوريــة‎ Empty
مُساهمةموضوع: الوعــود البلفوريــة‎   الوعــود البلفوريــة‎ Emptyالجمعة 7 مارس 2014 - 7:20

الوعــود البلفوريــة‎

Balfour Declarations

‏«الوعود البلفورية» مصطلح نستخدمه للإشارة إلى‎ ‎مجموعة من التصريحات التي أصدرها بعض رجال السياسة في الغرب ‏يدعون فيها اليهود‎ ‎لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين ويعدون بدعمه وتأمينه نظير أن يقوم اليهود على خدمة‎ ‎مصالح الدولة ‏الراعية، أي أنها دعوة لتوقيع العقد الصامت بين الحضارة الغربية‎ ‎والمنظمة الصهيونية‎.



والوعود البلفورية تعبير عن نموذج كامن في الحضارة‎ ‎الغربية يضرب بجذوره فيها. وهي حضارة تنحو منحى عضوياً، ‏وتجعل التماسك العضوي مثلاً‎ ‎أعلى. ونظراً لأن التماسك العضوي هو المثل الأعلى، فإن عدم التجانس يصبح سلبياً‎ ‎كريهاً. ‏وينتج عن هذه الرؤية للكون رفض الآخر في شكل الأقليات. ومن ثم، نجد أن‎ ‎الحضارة الغربية (والمسيحية الغربية) لم تتوصل ‏إلى إطار تتعامل من خلاله مع‎ ‎الأقليات، وبالذات اليهود، وإنما همَّشتهم (شعب شاهد) وحوسلتهم (جماعة وظيفية‎). ‎ومنذ عصر ‏النهضة الغربية والثورة العلمانية الشاملة، بدأت أزمة الجماعات اليهودية‎ ‎وظهرت الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة التي تُعَد ‏جزءاً من فكرة العقد الصامت‎ ‎بين الحضارة الغربية والحركة الصهيونية بشأن يهود العالم: شعب عضوي منبوذ ـ نافع ـ‎ ‎يُنقَل ‏خارج أوربا إلى فلسطين ليُوظَّف لصالحها في إطار الدولة الوظيفية‎.



وقد صدرت معظم الوعود البلفورية في القرن التاسع عشر واستمرت حتى صدور وعد‎ ‎بلفور عام 1917، الذي حسم مسألة ‏علاقة اليهود بالحضارة الغربية. وسنقوم بمحاولة‎ ‎تحليل عدد من الوعود البلفورية وسنقسمها إلى ثلاثة عناصر أساسية‎:



‎1 ‎ـ نص‎ ‎الوعد‎



‎2 ‎ـ الديباجة العلنية (أو الأسباب المعلنة) التي عادةً ما ترد في‎ ‎الوعد نفسه أو في مجال الدفاع عنه‎.



‎3 ‎ـ الدوافع الخفية (العميقة أو‎ ‎الحقيقية) وهي عادةً لا ترد في أيٍّ من الوعود، وعلينا أن نبحث عنها في نصوص وحقائق‎ ‎تاريخية ‏تشكِّل السياق التاريخي للوعد البلفوري موضع البحث‎.



ويُعتبَر‎ ‎نابليون بونابرت من أوائل القادة الغربيين الذين أصدروا وعداً بلفورياً وهو أيضاً‎ ‎أول غاز للشرق في العصر الحديث. ‏وفيما يلي الجزء المهم من نص الوعد‎:



‎"‎من‎ ‎نابليون القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية الفرنسـية في أفريقيا وآسيا إلى‎ ‎ورثة فلسطين الشرعيين‎.



أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذين لم‎ ‎تستطع قوى الفتح والطغيان أن تسلبهم اسمهم ووجودهم القومي وإن كانت قد ‏سلبتهم أرض‎ ‎الأجداد فقط‎.



إن مراقبي مصائر الشعوب الواعين المحايدين ـ وإن لم تكن لهم‎ ‎مواهب المتنبئين مثل أشعياء ويوئيل ـ قد أدركوا ما تنبأ به هؤلاء ‏بإيمانهم الرفيع‎ ‎من دمار وشيك لمملكتهم ووطنهم: أدركوا أن عتقاء الإله سيعودون لصهيون وهم يُغنّون،‎ ‎وسيُولَد الابتهاج بتَملُّكهم ‏إرثهم دون إزعاج، فرحاً دائماً في نفوسهم (أشعياء‎ 35/10).



انهضوا إذن بسرور أيها المبعدون. إن حرباً لم يشهد لها التاريخ‎ ‎مثيلاً، تخوضها أمة دفاعاً عن نفسها بعد أن اعتبر أعداؤها ‏أرضها التي توارثوها عن‎ ‎الأجداد غنيمة ينبغي أن تُقسَّم بينهم حسب أهوائهم. وبجرة قلم من مجلس الوزراء تقوم‎ ‎للثأر وللعار ‏الذي لحق بها وبالأمم الأخرى البعيدة. ولقد نُسي ذلك العار تحت قيد‎ ‎العبودية والخزي الذي أصابكم منذ ألفي عام. ولئن كان ‏الوقت والظروف غير ملائمة‎ ‎للتصريح بمطالبكم أو التعبير عنها، بل وإرغامكم على التخلي عنها، فإن فرنسا تقدم‎ ‎لكم إرث ‏إسرائيل في هذا الوقت بالذات، وعلى عكس جميع التوقعات‎.



إن الجيش‎ ‎الذي أرسلتني العناية الإلهية به، والذي يقوده العدل ويواكبه النصر، جعل القدس‎ ‎مقراً لقيادتي، وخلال بضعة أيام ‏سينتقل إلى دمشق المجاورة التي لم تَعُد تُرهب‎ ‎مدينة داود‎.



يا ورثة فلسطين الشرعيين‎:



إن الأمة التي لا تتاجر‎ ‎بالرجال والأوطان، كما فعل أولئك الذين باعوا أجدادهم لجميع الشعوب (يوئيل 4/6‏‎)‎،‎ ‎تدعوكم لا ‏للاستيلاء على إرثكم بل لأخذ ما تم فتحه والاحتفاظ به بضمانها وتأييدها‎ ‎ضد كل الدخلاء‎.



انهضوا وأظهروا أن قوة الطغاة القاهرة لم تُخمد شجاعة أحفاد‎ ‎هؤلاء الأبطال الذين كان تَحالُفهم الأخوي شرفاً لإسبرطة وروما ‏‏(مكابيون 12/15‏‎)‎،‎ ‎وأن معاملـة العبـودية التي دامت ألفي عام لم تُفلح في إخمادها‎.



سارعوا! إن‎ ‎هذه هي اللحظة المناسبة ـ التي قد لا تتكرر لآلاف السنين ـ للمطالبة باستعادة‎ ‎حقوقكم ومكانتكم بين شعوب العالم، ‏تلك الحقوق التي سُلبت منكم لآلاف السنين، وهي‎ ‎وجودكم السـياسي كأمة بين الأمم، وحقـكـم الطـبيعي في عبادة يهـوه، طبقاً ‏لعقيدتكم،‎ ‎علناً وإلى الأبد. (يوئيل 4/20‏‎.



وفيما يتعلق بوعد نابليون البلفوري، يمكن‎ ‎ملاحظة ما يلي‎:



‎1 ‎ـ جوهر الوعد هو العبارة التالية: "تقدِّم فرنسا فلسطين‎ ‎لليهود في هذا الوقت بالذات، وعلى عكس جميع التوقعات... وهذه هي ‏اللحظة المناسبة‎ ‎التي قد لا تتكرر لآلاف السنين". "تدعوكم [فرنسا] لا للاستيلاء على إرثكم بل لأخذ‎ ‎ما تم فتحه والاحتفاظ به ‏بضمانها وتأييدها ضد كل الدخلاء". "وجودكم السياسي كأمة‎ ‎بين الأمم، وحقكم الطبيعي في عبادة يهوه طبقاً لعقيدتكم، علناً وإلى ‏الأبد‎".



‎2 ‎ـ لا يختلف تصريح نابليون عن وعد بلفور، فنابليون يعتبر أعضاء الجماعات‎ ‎اليهودية شعباً غريباً عن وطنه (وهو ما يعني ‏إسقاط المواطنة عنه) وهو شعب مرتبط‎ ‎بفلسطين. وقد وجه نابليون نداءه إلى "الشعب الفريد" و"المبعدين" الذين عاشوا "تحت‎ ‎قيد العبودية والخزي... منذ ألف عام" و"ورثة فلسطين الشرعيين" (أي الشعب العضوي‎ ‎المنبوذ) بأن يتبعوا فرنسا التي ستقدم لهم ‏إرث إسرائيل، أي أرض فلسـطين، أي أنهم‎ ‎سـيتم خروجهم من فرنسا وتوطينهم في فلسطين‎.



‎3 ‎ـ ثم نأتي ثالثاً إلى الدوافع‎ ‎الخفية الحقيقية، وليس من الصعب تخمينها، فنابليون لم يَكُن يُكن كثيراً من الحب أو‎ ‎الاحترام لليهود، ‏وهذا يظهر في تشريعاته داخل فرنسا. ولذا، فإن إرسالهم إلى فلسطين‎ ‎فيه حل للمسألة اليهودية في فرنسا (والتي كانت قد بدأت في ‏التفاقم). ومع هذا، كان‎ ‎نابليون يهدف إلى توظيف اليهود في خدمة مشاريعه وتحويلهم إلى عملاء له، وهذا ما‎ ‎قاله ملك إيطاليا ‏لهرتزل (وقد وافقه الزعيم الصهيوني على رأيه). ولعل إشارة نابليون‎ ‎إلى التقاليد المكابية هو إشارة خفية للدور القتالي ‏‏(المملوكي) الذي يمكن أن تلعبه‎ ‎الدولة اليهودية المقترحة في خدمة المصالح الغربية‎.



وقد صدرت أيضاً عدة‎ ‎وعود بلفورية ألمانية. ويمكننا هنا أن نتوقف قليلاً عند واحد من أهم إسهامات هرتزل‎ ‎للحركة الصهيونية ‏وهو أنه إذا كانت الفكرة الصهيونية إمكانية كامنة في الحضارة‎ ‎الغربية تود أن تتحقق، فلم يكن بإمكانها أن تخرج من عالم ‏الوجود بالقوة إلى عالم‎ ‎الوجود بالفعل إلا من خلال آليات محددة أهمها تنظيم المادة البشرية (اليهودية) التي‎ ‎سيتم ترحيلها ‏وتأسيس إطار تنظيمي يستطيع أن يتلقى الوعود وأن يقوم بتنفيذها. وحينما‎ ‎أصدر نابليون وعده البلفوري لم يكن هناك تنظيم ‏يهودي يمكنه تلقِّي هذا الوعد والعمل‎ ‎على تسخير المادة البشرية لتنفيذه. وهذا ما أنجزه هرتزل بعد أن نشر كتابه دولة‎ ‎اليهود الذي ‏وضَّح فيه ما نسميه «العقد الصامت بين الحضارة الغربية والحركة‎ ‎الصهيونية». فقرَّر هرتزل أن يأخذ بزمام الأمور وأن ‏يتوجه للدول العظمى. وقد ساعده‎ ‎في مسعاه هذا القس (الواعظ) الصهيوني نصف المجنون هشلر إذ قدمه إلى أحد كبار‎ ‎المسئولين ‏الألمان الذي تحدَّث إلى القيصر عن الموضوع. وكانت ثمرة هذه الاتصالات‎ ‎وعد بلفوري ورد في خطاب من دون إيلونبرج ‏باسم حكومة القيصر إلى هرتزل (مؤرخ في‎ ‎سبتمبر 1898وجاء فيه‎:



‎"‎إن صاحب الجلالة على استعداد أكيد أن يناقش الأمر‎ [‎توطين اليهود] مع السلطان، وأنه سيسعده أن يستمع إلى مزيد من ‏التفاصيل منكم في‎ ‎القدس‎.



وقد أصدر جلالته أوامره بأن تُذلِّل كل الصعاب التي تواجه استقبال‎ ‎وفدكم‎.



وأخيراً يحب جلالته أن يخبركم عن استعداده أن يأخذ على عاتقه‎ ‎مسئولية محمية [يهودية] في حالة تأسيسها. وجلالته، حينما ‏يكشف لكم عن نواياه، فهو‎ ‎يعوِّل، بطبيعة الحال، على مقدرتكم على الكتمان. وكم يسعدني أن أنقل لكم هذه‎ ‎المعلومات، وأتمنى أن ‏تنجح في الوصول إلى القدس في الموعد المحدد. وفي الحقيقة، فإن‎ ‎فشلك في هذا سيسبب لجلالته خيبة الأمل. وأترك لكم، بما ‏تتميزون به من لباقة، أن‎ ‎تقرروا ما إذا كنتم تودون الوصول إلى إستنبول في الوقت الذي يصل فيه جلالته إليها‎ ‎أم لا‎ ".



ويمكننا ملاحظة ما يلي‎:



‎1 ‎ـ جوهر الوعد يُوجَد في‎ ‎العبارة: "يحب جلالته أن يخبركم عن استعداده أن يأخذ على عاتقه مسئولية محمية‎ [‎يهودية] في حالة ‏تأسيسها" وأنه "على استعداد أكيد أن يناقش الأمر‎ [‎توطين اليهود‎] ‎مع السلطان‎".



‎2 ‎ـ وإذا انتقلنا بعد ذلك إلى الديباجة العلنية والنوايا‎ ‎المعلنة، فإننا لن نجد لها أيَّ أثر، فقيصر ألمانيا لم يكن تحت أية ضغوط للبحث ‏عن‎ ‎مسوغات رومانسية، بل إن العكس في حالته هو الصحيح، إذ كان عليه أن يبرر أمام شعبه‎ ‎مسألة تعاطفه مع المشروع ‏الصهيوني وتأييده له، بل واستعداده لأن يضع الصهاينة تحت‎ ‎حمايته. وكما قال في خطابه المؤرخ 29سبتمبر 1898والمُرسَل ‏إلى دوق بادن، فإن تسعة‎ ‎أعشار شعبه سيُصدَم صدمة عميقة إذا اكتشف هذه الحقيقة. فاليهود ـ كما يقول ـ هم‎ ‎قتلة المسـيح، وهو ‏يعـترف بهـذه الحقيقـة، ولكنه يضـيف قائلاً: "إن الإله قد أنزل‎ ‎بهـم العـقاب على ما اقترفوه من آثام، إلا أنه لم يأمر المسيحيين بأن ‏يسيئوا معاملة‎ ‎هذا الشعب‎".



‎3 ‎ـ وأما العنصر الثالث، أي الدوافع الحقيقية الخفية، فهي‎ ‎موجودة وبغزارة، في خطاب القيصر المذكور، وفي تعليقه على تقرير ‏سفير ألمانيا في‎ ‎سويسرا عن المؤتمر الصهيوني الأول (1897 فهو، في مجال تسويغ تعاونه مع "قتلة‎ ‎المسيح"، يورد الأسباب ‏التالية لتأييد ألمانيا للمشروع الصهيوني‎:



أ) سينتج‎ ‎عن توطين شعب إسرائيل رخاء للمنطقة، ولا سيما أن الملايين ستصب في الأكياس‎ ‎العثمانية، الأمر الذي قد يؤدي إلى ‏شفاء الرجل المريض‎.



ب) ستُوجَّه طاقة‎ ‎اليهود ومواهبهم إلى أهداف أكثر نبلاً من استغلال المسيحيين‎.



جـ) إفراغ‎ ‎ألمانيا من اليهود الذين فيها "وكلما عجلوا بالذهاب..، كان ذلك أفضل. فلن أضع أية‎ ‎عراقيل في طريقهم‎".



د) إذا بُحثت المسألة من منظور الحقائق السياسية [لا‎ ‎الأخلاقية]، فإن ألمانيا ستستفيد غاية الاستفادة لأن رأس المال اليهودي ‏العالمي،‎ ‎بكل خطورته، سينظر بعين العرفان إلى ألمانيا‎.



ولعل موقف القيصر من اليهود،‎ ‎بما يتسم به من كره عميق لهم وترحيب شديد بالتخلص منهم واستعداد تام لتوظيفهم في‎ ‎خدمة ‏المصالح الألمانية، لا يختلف كثيراً عن موقف نابليون من قبله أو موقف بلفور من‎ ‎بعده‎.



ورغم وعود القيصر، ورغم حرصه على تبنِّي المشروع الصهيوني، إلا أنه‎ ‎لم يكن مدركاً مدى عُمْق الرفض العثماني للمشروع ‏الصهيوني، وهو الأمر الذي أدركه‎ ‎إبان زيارته لإستنبول. ولذا، فحينما تم اللقاء في نهاية الأمر في القدس، حيث كان من‎ ‎المتوقع ‏أن يُصدر القيصر وعده البلفوري العلني الكامل، تراجع واكتفى ببعض المجاملات‎ ‎الخالية من المعنى‎.



ومن الأمثلة الأخرى على الوعود البلفورية، الوعد‎ ‎البلفوري الروسي القيصري. فقد قام هرتزل بمقابلة فون بليفيه، وزير الداخلية ‏الروسي‎ ‎المعادي لليهود، بتفويض من المؤتمر الصهيوني الخامس (1901)، حتى يَحصُل على تصريح‎ ‎يعبِّر عن نوايا الروس ‏يتلوه في المؤتمر الصهيوني السادس المزمع عقده سنة 1903‏‎. ‎وبالفعل، صَدَر الوعد البلفوري القيصري على النحو التالي (في ‏شكل رسالة وجهها فون‎ ‎بليفيه إلى تيودور هرتزل). وهذا هو منطوق الوعد‎:



‎"‎ما دامت الصهيونية تحاول‎ ‎تأسيس دولة مستقلة في فلسطين، وتنظيم هجرة اليهود الروس، فمن المؤكد أن تظل الحكومة‎ ‎الروسية تحبذ ذلك. وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد معنوي ومادي من روسيا إذا‎ ‎ساعدت الإجراءات العملية التي يفكر ‏فيها على تخفيف عدد اليهود في روسيا‎".



وقد توصَّـل هرتزل أيضـاً إلى اتفاق مع المسئولين الروس مفـاده: أنْ تبذل‎ ‎الحكومـة الروسيـة مسـاعيها الحميـدة لـدى تركـيا ‏لتسـهيل دخـول اليهود إلى فلسطين‎. ‎وستقدم مساعدات مالية للمهاجرين تُجمَع من مصادر يهودية، وستُسهِّل تنظيم الجمعـيات‎ ‎الصهيـونيـة الملتـزمة ببرنامج بازل. وقد سُمح أيضاً لبنك الاستـيطان اليهودي ببيع‎ ‎أسهمه في روسيا شريطة أن يفتح فرعاً له في ‏البلد لكـي تستطيع السلطات مراقبة عمليات‎ ‎البيع. كذلك قام بليفيـه بتزويد هـرتزل برسـالة موقعـة منه، وبعد أن بحث محتوياتها‎ ‎مع القيصر، أعلن فيها أن الحكومة الروسية تنظر بعين العطف إلى الصهيونية ما دام‎ ‎هدفها إقامة دولة مستقلة في فلسطين، وأنها ‏على استعداد لمساعدتها. وهذه المساعدة قد‎ ‎تتخذ شكل حماية الممثلين الصهاينة أمام الحكومة العثمانية، وتسهيل نشاط جمعيات‎ ‎الهجرة ومساعدتها مالياً من الضرائب التي تُجبى من اليهود. وقد استغل هرتزل هذه‎ ‎الرسالة، في أكثر من مناسبة، فيما بعد‎.



ويُلاحَظ أنه لا توجد أية ديباجات‎ ‎رومانسية في هذا الوعد، فهو مسألة تعاقدية جافة يتحدث فيها كل طرف عن الفائدة‎ ‎المرجوة ‏وعلى العائد من الصفقة. ولذا، فقد أكد فون بليفيه دون مواربة أو حياء أن‎ ‎الهدف هو التخلص من اليهود عامة باستثناء الأثرياء ‏منهم، وجاء هذا واضحاً في قوله‎: "... ‎إن نجاح اليهود في إقامة دولة مستقلة لهم تستوعب عدة ملايين منهم لهو أمر‎ ‎نقبله ‏وندعمه... إننا لا نريد التخلص من جميع اليهود الروس... إننا نريد فقط التخلص‎ ‎من المعدمين والمضطربين". وحذر فون بليفيه ‏من أن التأييد الروسـي القيـصري سـيتم‎ ‎سحبه إن كان هـدف الصهيونية، غير المعلن، هو تحقيق تركيز قومي لليهود في روسيا،‎ ‎فالدعم الروسي مشروط بالتخلص من اليهود‎.



وقد كان ذلك مفهوماً تماماً لدى‎ ‎هرتزل الذي أكد في مفاوضاته مع بليفيه أن الحركة الصهيونية "ستستقطب جميع اليهود‎ ‎وضمنهم ‏المتطرفون [أي العناصر الثورية التي كانت تقض مضجع الدولة الروسية‎ ‎القيصرية]. أما إذا انهارت آمالنا، فإن الوضع سينقلب ‏رأساً على عقب وستكسب الأحزاب‎ ‎الثورية إلى صفوفها أولئك الذين سينسحبون من الصهيونية التي أمثلها أنا وزملائي‎". ‎كما أن ‏هرتزل فهم تماماً تحذير بليفيه. وهكذا فإننا نجده، في المؤتمر الصهيوني‎ ‎السادس (1903، يؤكد للمجتمعين أن الحكومة الروسية ‏لن تسبب أية مشاكل للحركة‎ ‎الصهيونية، ما دام نشاطها منحصراً ضمن النظام والقانون (أي في عملية التخلص من‎ ‎اليهود ‏وتفريغ روسيا منهم). واستطاع هرتزل بجهد وتصميم أن يحول بين المؤتمر وبين‎ ‎مناقشة مذابح كيشينيف، وقد علق على ‏الموضوع في رسالة بعث بها إلى بليفيه قال فيها‎: "... ‎رغم المصاعب التي واجهتني في إدارة جلسات المؤتمر بجوها المشحون ‏نتيجة الأحداث‎ ‎المؤلمة (مذابح كيشينيف)، إلا أنني نجحت في المحافظة على النظام وإعادة الهدوء إلى‎ ‎الجلسات.. ولا شك في أن ‏الفضل يعود في ذلك إلى رسالتكم التي تكرمت بإرسالها في 2‏‎ 1‎أغسطس والتي كشـفت محتوياتها لأخـمد بذلك كل جـدال ثار ‏حول تلك‎ ‎الأحداث‎".



ويمكن أن ننظر إلى مشروع شرق أفريقيا باعتباره أحد أهم الوعود‎ ‎البلفورية وهو لا يختلف كثيراً عن الوعود البلفورية التي ‏أشرنا إليها وإن كان أكثر‎ ‎جدية وأكثر تحدداً منها. كما أنه يشبه في كثير من النواحي وعد بلفور الذي صدر في‎ ‎نهاية الأمر. ‏‏(انظر الباب المعنون «الصهيونية الإقليمية‎»).



وقد صدر آخر‎ ‎الوعود البلفورية عن ألمانيا بعد صدور وعد بلفور نفسه عن إنجلترا، إذ استغل‎ ‎الصهاينة الوضع الدولي الناشيء ‏عن الجمود الذي ساد جبهات القتال عام 1916 واتجهوا‎ ‎إلى حث الحكومة الألمانية على إصدار بيان رسمي يتضمن العطف على ‏الصهيونية في‎ ‎فلسطين. ولكن الحكومة الألمانية كانت لا تزال مرتبطة بتحالف مع الحكومة العثمانية‎. ‎كما كانت تخشى أن يؤدي ‏تدهور الوضع العسكري إلى أن تسارع الحكومة العثمانية بعقد‎ ‎صلح منفرد مع الحلـفاء. وحـيث إن ألمانيا لن تضـحي بتحالفها ‏من أجل الصهاينة، فإنها‎ ‎ترددت كثيراً في الاستجابة للمطلب الصهيوني. ثم صدر وعد بلفور نفسه عام 1917، وعند‎ ‎هذه النقطة. ‏وحسبما جاء في دراسة الدكتور محافظة، "اندفع الصهاينة يلحون على حكومة‎ ‎برلين لتلبية مطالبهم مع تشكيل وزارة طلعت ‏باشا في عام 1917 وحاولت الحكومة‎ ‎الألمانية إرضاء الصهاينة بتَدخُّلها الحاسم لإلغاء التدابير العسكرية التي فرضها‎ ‎جمال ‏باشا على اليهود في فلسطين عام 1917. وبعد صدور تصريح بلفور، اتجه الصهاينة‎ ‎إلى برلين لإستصدار تصريح مماثل. كما ‏انتهزوا زيارة الصدر الأعظم (طلعت باشا) في‎ ‎مطلع يناير 1918، فقابله الزعيم الصهيوني ألفريد نوسيج الذي بحث معه ‏موضوع اليهود‎ ‎في الدولة العثمانية (ومما يجدر ذكره أن هذا الزعيم الصهيوني أصبح عميلاً للجستابو‎ ‎النازي فيما بعد، كما ‏وضع خطة لإبادة يهود أوربا. وقد قبض عليه ثوار جيتو وارسو‎. ‎وبعد محاكمة قصيرة، نُفِّذ فيه حكم الإعدام). وطلب نوسيج ‏باسم الصهاينة إلغاء‎ ‎القيود المفروضة على هجرة اليهود إلى فلسطين. فوعدهم الصدر الأعظم بأن الباب العالي‎ ‎سوف يعيد تنظيم ‏الأوضاع حالما تعود القدس وجنوب فلسطين إلى السيادة العثمانية بصورة‎ ‎تَكفُل الرضا التام لليهود وتحقق أمانيهم كافة. وقد نُشر ‏هذا التصريح في الصحف‎ ‎الألمانية في اليوم التالي للقاء‎.



ولا يمكن أن نسمي هذا التصريح وعداً‎ ‎بلفورياً بمعنى الكلمة وإن كان يقترب من ذلك. ومن الواضح أن ذلك يمثل إحدى الحيل‎ ‎التي كانت تستعملها الدولة العثمانية على ممثلي العالم الغربي، وهو فن تَملَّك‎ ‎العثمانيون ناصيته نظراً لضعفهم العسكري. ولكن ‏أهمية هذا التصريح لا تكمن فيه وإنما‎ ‎في أنه أعطى الضوء الأخضر للدولة الألمانية. وقد استمر الصهاينة في ضغوطهم حتى‎ ‎حصلوا على تصريح من وكيل وزارة الخارجية الألمانية في اليوم التالي لتصريح الصدر‎ ‎الأعظم هذا نصه‎:



‎"‎نحن نؤيد رغبة الأقليات اليهودية، في البلدان التي لهم‎ ‎فيها ثقافة متطورة، في أن تختط طريقها الخاص بها، ونميل إلى دعم ‏أمانيها. أما‎ ‎بالنسبة إلى أماني اليهود، وبخاصة أماني الصهاينة منهم في فلسطين، فإن الحكومة‎ [‎الألمانية] ترحب بالتصريح الذي ‏أدلى به مؤخراً الصدر الأعظم، طلعت باشا، والذي‎ ‎يعبِّر عن عزم الحكومة التركية، المتفق مع نظرتها الودية نحو اليهود بوجه ‏عام، على‎ ‎تنمية استقرار يهودي مزدهر في فلسطين، عن طريق الهجرة غير المُقيَدة والاستيطان ضمن‎ ‎قدرة البلاد الاستيعابية ‏وقيام حكم ذاتي يتفق وقوانين البلاد والتطور الحر‎ ‎لحضارتها‎".



ويُلاحَظ أن صياغة هذا الوعد تميل نحو الإبهام الشديد، فهو يؤكد‎ ‎حق اليهود المندمجين في الاستمرار في اندماجهم، وهو يميِّز ‏بينهم وبين الصهاينة‎ ‎الذين لهم أمان في فلسطين حيث سيسمح لهم "باستقرار يهودي مزدهر في فلسطين"، وهي‎ ‎عبارة غامضة ‏حاول الوعد تحديدها عن طريق عبارة "قيام حكم ذاتي"، ثم عاد وعدَّلها من‎ ‎خـلال إضـافة عبارة "يتفق وقوانين البلاد والتطور ‏الحر لحضارتها". ولنلاحظ أن فكرة‎ "‎قوانين البلاد" تحل محل عبارة "القانون العام" أو "القانون الدولي" التي ترد في‎ ‎الأدبيات ‏الصهيونية، خصوصاً في صياغتها الهرتزلية، وهي عبارة تعني "حسب القانون‎ ‎الغربي أو الاستعماري". فكأن الوعد هنا ينزع ‏المشروع الصهيوني من سياقه الغربي‎ ‎ويضعه في سياق عثماني، الأمر الذي يعني فقدانه كل معنى، فالمستوطنون الصهاينة كان‎ ‎معروضاً عليهم دائماً أن يحصلوا على المواطنة العثمانية ويستقروا في فلسطين‎ ‎كعثمانيين لا كعنصر استيطاني تابع لدولة ‏غربية. والقضية لم تكن قضية عدة آلاف يهودي‎ ‎لا وطن لهم، أو مضطَّهدين في أوطانهم ويبحثون عن مأوى لهم، وإنما هي ‏قضية غَرْس‎ ‎عنصر بشري غريب يتحول إلى دولة ذات تَوجُّـه غربي اسـتعماري اسـتيطاني رفض هذا‎ ‎الحـل‎.



وبعد صدور الوعد البلفوري الألماني، استمر الصهاينة في الضغط على‎ ‎الدولة العثمانية. وكلَّف الصدر الأعظم، بعد عودته من ‏برلين، النائب اليهودي التركي‎ ‎قاراصو بتأليف لجنة يهودية عثمانية لوضع التفاصيل العملية لإنشاء شركة ذات امتياز‎ ‎في ‏إستنبول تتولَّى العمل في المناطق المأهولة باليهود لإقامة حكم ذاتي فيها. وأمر‎ ‎طلعت باشا بدراسة الخطة التي وضعهتا اللجنة ‏ووعد بتبنيها عند بَحْث شروط الصلح بعـد‎ ‎انتهاء الحـرب. وسعى الصـهاينة، انطـلاقاً من هذا الوعد، إلى الحصول على مزيد من‎ ‎التنازلات من الجانب العثماني، وإصدار تصريح عثماني مماثل لتصريح بلفـور. وقد‎ ‎تمكنـوا من الحصـول على هذا التصريح في ‏‏4 1تمـوز 1918، وتشكلت لجنة عثمانية لوضع ما‎ ‎جاء فيه موضع التنفيذ‎.



ويمكننا ملاحظة اختفاء الديباجات العلنية المزخرفة‎ ‎أو الإشارة إلى الدوافع الحقيقية، فلا توجد أية إشارة للشعب اليهودي أو ‏أمانيه‎ ‎القومية أو ارتباطه الأزلي بالأرض، وإنما هي إشارة روتينية إلى "أماني الصهاينة‎" ‎وحـديث عن اسـتقرار يهودي ‏مزدهر. ومقابل هذا، لا توجد أية إشارة لكره اليهود أو‎ ‎الرغبة في استخدامهم أو تأسيس حامية عسكرية يقطنون فيها كمادة ‏قتالية. ولا شك في أن‎ ‎وجود العثمانيين كطرف هو الذي أفضى إلى هذا الوضع. فهم لم يتحمسوا قط للمشروع‎ ‎الصهيوني، بل ‏كانوا يرونه جزءاً من المحاولة الغربية لتفتيت حكمهم ودولتهم. ومع‎ ‎هذا، فقد اضطروا كارهين للدخول في حوار مع الصهاينة ‏وتقديم بعض التنازلات بسبب‎ ‎تدهور الوضع العسكري العام على الجبهات كافة وفقدان معظم فلسطين، واعتقاد الدولة‎ ‎العثمانية أن ‏تحقيق بعض المطالب الصهيونية قد يُحسِّن وضعها في مؤتمر الصلح الذي‎ ‎كان مقبلاً‎.



ويمكننا أن نقول إن وعد بلفور هو أهم حدث في تاريخ الصهيونية‎ ‎وتاريخ الجماعات اليهودية في العالم، كما أن أهميته بالنسبة ‏لفلسطين والفلسطينيين‎ ‎لا تخفى على أحد‎.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوعــود البلفوريــة‎
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: Known to the islam :: ركـــن اليهــوديه :: الحــوار اليهودي-
انتقل الى: