الله ليس كمثله شيء
يقول رب العزة في كتابه الكريم في سورة الشورة الآية 11 :
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) الشورى
وفي إشعياء 46 عدد9 هكذا :إشعياء46 عدد9: اذكروا الاوليات منذ القديم لاني انا الله وليس آخر.الاله وليس مثلي. (SVD)
وفي هوشع 11 عدد9 يصرح الله أنه ليس إنسان ومن المستحيل ان يكون إنسان فيقول :
هوشع11 عدد9: لا اجري حمو غضبي لا اعود اخرب افرايم لأني الله لا انسان القدوس في وسطك فلا آتي بسخط . (SVD)
في إرميا 10 عدد6 وفي إشعيا46 عدد5 تصريح واضح وصريح من إرميا أن الله لا مثيل له فكيف يتخذ جسد ؟
إرميا10 عدد6: لا مثل لك يا رب عظيم انت وعظيم اسمك في الجبروت. (SVD)
إشعياء46 عدد5: بمن تشبهونني وتسوونني وتمثلونني لنتشابه (SVD)
وفي إشعياء 40 عدد25 وفي الإصحاح 40 عدد18 أنه لا شبه له سبحانه ولا مساوي له ولا معادل
إشعياء40 عدد25 : فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس.
إشعياء40 عدد18: فبمن تشبهون الله وأي شبه تعادلون به.
وهذا تصريح آخر في في سفر العدد من موسى إن كان صاحبه في 23 عدد19 أن الله ليس إنسان ولا إبن إنسان فماذا نفعل للناس بعد ذلك وبأي دليل يستدلون عليه ؟
عدد 23 عدد19: ليس الله انسانا فيكذب.ولا ابن انسان فيندم.هل يقول ولا يفعل او يتكلم ولا يفي. (SVD)
إذاً فبهذه النصوص الواضحة الصريحة القطعية الدلالة الله ليس كمثله شئ والله لا يمكن أبداً أن يكون إنسان أو في صورة إنسان ولا إبن إنسان كما يقول في سفر العدد 23 عدد19:
عدد 23 عدد19:ليس الله انسانا فيكذب.ولا ابن انسان فيندم.هل يقول ولا يفعل او يتكلم ولا يفي.
وفي هوشع وفي الكثير من المواضع في كما ترى النصوص أعلاه , فما يدعيه النصارى من تشبيه الله ومن تجسده وكونه في صورة بن الإنسان هو كلام باطل جملة وتفصيلاً , وهو في إبتدائه مخالف لكلام كل الكتب السابقة واقوال جميع الأنبياء السابقين وإلا فليرد أحد على هذه النصوص الواردة في الكتاب أو يحذفوها منه , أو ليقل أحد أن هذه النصوص باطلة ولا يجب الأخذ بها لإن الله له شبيه ومثيل وهو يسوع وأن الله بن إنسان وهو يسوع . فيخالفون هذه النصوص الصريحة الواردة في الكتاب , ومن إنتفاء قولهم أيضاً أن الله عالم بكل شئ وهذا ينافي جهل يسوع بموعد الساعة كما هو وراد في مرقس13 عدد32
"و أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب."
وعقلاً لا يقبل الإنسان أن يدعوا إله للسجود لإله آخر كما هو وارد في يوحنا4 عدد23
يوحنا 4 عدد23: ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق.لان الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له.
وما يؤكد أنه لا آخر سواه غير الأب فقط وليس يسوع الإنسان كما يدعي النصارى هو نص التثنية الإصحاح الرابع 4 عدد35 يقول هكذا :
تثنيه4 عدد35: انك قد أريت لتعلم ان الرب هو الاله.ليس آخر سواه. (SVD)
المشكلة هو ما جاء في سفر أيوب بوصفه ان الإنسان لا يتبرر أبداً عند الله ولا يزكو مولود المرأة في دلالة قاطعة على أن الإنسان موصوف عند الرب عندهم بأنه رمة والرمة هي الجيفة الميتة أو الجثة المتحللة وبأنه دودة , فكيف يتجسد الإله في صورة رمة ودود كما يقول كتابهم هل الله يرضى أن يتجسد في الإنسان الذي صفته هكذا كما جاء في أيوب25 عدد4
أيوب25 عدد4 : فكيف يتبرر الانسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة
. How then can man be justified with God? or how can he be clean that is born of a woman?
أيوب25 عدد5: هو ذا نفس القمر لا يضيء والكواكب غير نقية في عينيه. (SVD)
أيوب25 عدد6: فكم بالحري الانسان الرمّة وابن آدم الدود
أيوب:25:6: How much less man, that is a worm? and the son of man, which is a worm? (KJV)
وقد نقلت النص باللغتين العربية والإنجليزية كما هو واضح أعلاه حتى يقرأه من هم ضعاف في اللغة العربية , وأقول :
إن إعتقاد النصارى بأن الرب من الممكن أن يتجسد ويحل في جسد بشري وصفه هو بأنه رمة ودود لهو إعتقاد بتغير حالة الرب من حال اللاهوت إلى لاهوت وناسوت وهذا كما قلنا منافي لكل الكتب والأنبياء السابقين ففي ملاخي 3 عدد6 يعترف أن الرب لا يتغير فماذا يكون رد النصارى عليه ؟
ملاخي3 عدد6: لأني انا الرب لا اتغيّر فانتم يا بني يعقوب لم تفنوا (SVD)
ولقد قالها إشعياء مدوية من مئات السنين أنه لا إله إلا الله أو ما يسميه النصارى بالآب وليس يسوع أو الأقنوم الثاني كما يدعي النصارى ولا يعتقدون أنه متعدد الأقانيم كما زعم النصارى , وقولهم أن الإله ما تغير ولكنه كما أن الإنسان لم يكن له ولد وصار له ولد فهو ليس تغير في ذاته ولكنه تغير في الموجودات من حوله , ومثله قولهم أن الله لم يرحم حتى خلق من يرحم ولم يعدل حتى خلق من يعدل بينهم فهذه الأقوال من أشد أوجه الفساد لعدة وجوه أختصر فيها كما يلي :
أولاً قولهم أن الله لم يتغير ولكن تغيرت الموجودات من حوله فهذا من تغير ذاته لأنه كان بلا شبيه ولا منازع أو شريك أو خليفة أو نسل فتغير بإشتراك غيره من شبهه وصفته وبهذا فهو في ذاته قابل لأن يكون له شريك وهذا ممتنع بإتفاق الناس , كما أنه أُستحدث عليه كونه بلا إبن ثم صار له إبن وتحول من صيرورة إلى صيرورة أخرى وهذا قول فاسد أيضاً ولزوم ذلك ما هو أشد فساداً منه , ومن المعلوم لبطلان هذا القول إن جد على الأب وجود إبن لزم من ذلك في الإبتداء وجود الزوجة , وإن وجد إبن له كان من باب دعمه وسنده وقوته فالبنون سند ونُصرة ودعم فإن كان هكذا فالناس يفتخرون بكثرة أولادهم فمن باب أولى أن يكون لربهم عدد لا متناهي من الأولاد في الكثرة والقوة والمنعة , وإلا فما فائدة إبن واحد يتغير به حاله من حال إلى حال , وهو إبن ضعيف قد قتله وأهانه وعذبه أحقر خلق الله ؟ ومن المعلوم عند كل العقلاء أن كل والد هو مولود ولا أب بلا أب إلا آدم وهو بداية الخليقة , فلزم كون ربهم له إبن أن يكون له أب وهكذا دواليك . فكما ترى هو قول فاسد يجلب أقوال أشد فساداً منه وضياع الوقت في الرد على هكذا كلام إطالة لا فائدة منها .
وقولهم عن أن الله لم يعدل حتى يخلق من يعدل بينهم ولم يرحم حتى خلق من يرحمهم , وهكذا لم يكن بخلقه من يرحمهم ومن يعدل بينهم قد جد عليه جديد أو طرأ عليه تغير , وهذا قول آخر أشد فساداً من سابقه فأولاً هذا القول لا يُحتج به على كون الله تغير بأن أصبح مُثلث الأقانيم , فالله سبحانه خالق بذاته منذ الأزل والخلق فيه صفة أزلية , كذلك العدل والرحمة والعفو والمغفرة , فهو غفور رحيم بالخلق أو بدونهم لأنها صفته الأزلية , وهو عادل قبل أن يخلق من يعدل بينهم لأنه أزلي في كل شئ وصفاته أزلية , فسواء خلق الله الخلق أم لم يخلقهم فهو خالق رحيم عادل غفور قدير , والله راحم هؤلاء الخلق قبل أن يخلقهم بعلمه الأزلي وعادل بينهم قبل أن يخلقهم بعدله الأزلي وعلمه المطلق في القِدم , فهو يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن , ووجود الخلق ليس جديد على الله وحتى وقوع الرحمة عليهم ليست جديدة عليه , إنها جديدة علينا وخلقنا جديد بالنسبة لنا ولمن حولنا لكن عند الله فهو أزلي قديم يعلمه بعلمه المسبق فلا جديد يجد عليه ولا عارض يصيبه ولا يُعجزه المستقبل ولا الماضي كما لا يُعجزه أي حال ولا أي مكان ولا أي زمان , فالله لا يحتاج إلى من يُكلمه حتى يكون مُتكلم ولا إلى من يرحمه حتى يكون رحيم ولا إلى من يعدل بينهم حتى يكون عادل , وإلا لو كان كذلك فهو ليس بخالق مالم يخلق والعياذ بالله ! ولكن الله كما قلت خالق وهذه صفته الذاتية حتى قبل أن يخلقنا فهو خالق , وهذه صفاته السرمدية الأزلية , بينما أن يَجِّد عليه جديد في ذاته وصفاته فهذا شديد المحال سبحان ربك رب العزة عما يصفون ولَإِن كان الإله منذ القدم متعدد الأقانيم وهذه صفته السرمدية أو أنه أب وإبن وروح قدس أو أنه متجسد وولده يُعبَد لكان من باب أولى أن يقولها إشعياء أليس كذلك ؟ يقول إشعياء 44 عدد6 هكذا : هكذا يقول الرب ملك اسرائيل وفاديه رب الجنود.انا الاول وانا الآخر ولا اله غيري. (SVD)
وفي إشعياء 45 عدد5 كما يلي :انا الرب وليس آخر.لا اله سواي.نطّقتك وانت لم تعرفني. (SVD)
وداوود في مزاميره أعلنها أوضح وأصرح بما يطعن في قلب عقيدة النصارى , أنظر ما ورد في المزمور السادس والثمانين يقول فيه داوود أنه لا معادل ولا مشابه للرب حتى من بين أبناء الله ولقد وضحنا أن كلمة أبناء الله في الكتاب المقدس أي المطيعين له المنفذين لأوامره , ورد في المزمور 89 عدد6 هكذا :
مزمور 89 عدد6: لانه من في السماء يعادل الرب.من يشبه الرب بين ابناء الله. (SVD)
فما عساكم تقولون بعد هذه الفقرات الواضحة من كتابكم وقد جعلتم المخلوق خالقاً وجعلتم البشر رباً وشبهتم الله بما لا يشبهه ولا يعادله ولا يدانيه بأحد خلقه ؟ يقول رب العزة في كتابه الكريم :
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) آل عمران